تقرير: الشركات التي تسمح بمرونة أكبر للعمل عن بعد تنمو أسرع من نظيرتها
⬤ أشارت دراسة حديثة إلى أن الشركات التي تعطي الحرية لموظفيها بالعمل من أو خارج المكتب شهدت نمو إيرادات أعلى من الشركات الأخرى بـ 16 نقطة مئوية.
⬤ ربط مساهمون في الدراسة هذه النتيجة بغالبية وجود ثقافة تثق بقدرات الموظف، وتعطيه فوائد، وترّحب بالابتكار في الشركات ذات سياسات عمل مرن.
⬤ أظهرت دراسة أخرى لنفس الشركة الباحثة أن الشركات بسياسات عمل مرن تمتعت بضعف نسبة توظيف الشركات الأخرى خلال السنة الماضية.
بالشراكة مع مجموعة بوسطن الاستشارية، أجرت الشركة الناشئة لأدوات إدارة العمل الهجين Scoop دراسة عن سياسات العمل عن بعد ونمو الإيرادات في 554 شركة مساهمة عامة. وذكرت الشركة في تقرير نشرته في 14 نوفمبر أن شركات المساهمة العامة العادية التي تمنح موظفيها حرية العمل في المكتب تفوقت على الشركات التي لديها سياسات أكثر تقييداً في نمو الإيرادات بـ 16 نقطة مئوية على بين عامي 2020 و2022.
يعطي هذا التقرير معلومات قوية للموظفين المؤمنين بجدارة سياسة العمل المرن، كما يدعمه بحث سابق أجرته نفس الشركة يقول إن الشركات بسياسات عمل مرن تمتعت بضعف نسبة توظيف الشركات الأخرى خلال السنة الماضية. ووفق نيكولاس بلوم، خبير في الاقتصاد وأستاذ بجامعة ستانفورد ومستشار لدى شركة Scoop، لا يهم كثيراً سواء كان ارتفاع الإيرادات يضطر الشركات إلى التوظيف بشكل أسرع واختيار سياسات عمل مرن للقيام بذلك، أو أن سياسات العمل الأكثر مرونة تعمل على إشراك العمال وتقودهم إلى الإنتاج بشكل أفضل. فكما يقول: «إذا قرأت هذا [التقرير] كمدير، فإن التفسيران متشابهان جداً. فممارسات العمل المرن تدعم نمو الشركات.»
من بين الـ 554 شركة مساهمة عامة التي شملتها الدراسة، تتبع 27% منها سياسات عمل تسميها شركة Scoop سياسات عمل «مرن بالكامل»؛ أي أنها تسمح للموظفين باختيار متى يذهبون إلى المكتب بحرية أو إذا أرادوا العمل عن بعد بالكامل، و55% منها تتبع سياسة عمل هجين مع متطلبات مختلفة للعمل داخل المكتب، و17% منها تلزم موظفيها بالعمل في المكتب بالكامل.
يوضح التقرير أن معدل نمو الإيرادات (المعدَّل حسب صناعة كل شركة) للشركات ذات سياسات عمل مرن بالكامل بلغ 21% خلال الثلاث سنوات بين 2020-2022. كما وجد أن الشركات ذات السياسات الأكثر تقييداً (مثل تلك التي تفرض على موظفيها العمل في المكتب لبضعة أيام في الأسبوع أو تلك التي تتطلب العمل بدوام كامل في المكتب) كان معدل نمو إيراداتها (المعدَّل) 5%. وعند استبعاد صناعة التكنولوجيا خلال الفترة نفسها، تفوقت شركات المساهمة العامة بسياسات عمل مرن بالكامل على غيرها بـ 13 نقطة مئوية.
تقول ديبي لوفيتش، شريك أول في مجموعة بوسطن الاستشارية، إن التقرير لم يظهر بعد أن سياسات العمل المرن تؤدي إلى زيادة في نمو الإيرادات، بل أن هذه السياسات هي أحد “الأعراض” المحتملة للثقافة التي تثق في الموظفين، وتقدم فوائد أخرى للموظفين، وتقدر استراتيجيات التفكير التقدمي والتكنولوجيا وطرح الأفكار.
إذ تقول لوفيتش: «إذا كانت الشركات ذات سياسات عمل أقل تقييداً، فمن المحتمل أن تكون أكثر تأييداً للابتكار، ومثابرة ومتفاعلة أكثر، وكل ذلك قد يؤدي إلى إيرادات أعلى. وأشك أن تلك الشركات تسجل الحضور وتقيس عدد مرات دخول شارات الموظفين إلى المكتب. فكلما تمكّنا من تمكين الأفراد الأقرب إلى العمل، كلما كان العمل أفضل. أما بالنسبة للموظفين العاملين في المكاتب [إلزاماً]، فإلزامهم بموعد ومكان عملهم يقول لهم أن الشركة لا تثق بهم.»
ويعتقد روب سادو، المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لشركة Scoop، أنه حتى لو لم تظهر نتائج الدراسة علاقة سببية، إلا أنها ستساعد في رد حجة شائعة يستخدمها المديرون ضد الموظفين. حيث يقول: «حجة الكثير من المديرين التنفيذيين وأعضاء مجلس الإدارة هي أنهم يعتقدون أن الشركات التي توفر العمل المرن سيكون أداؤها ضعيفاً لأن موظفيها ليسوا مجتمعين. وهم لن يسمحوا بتطور المحادثات والعلاقات الهامشية في مكان العمل. تشير البيانات إلى أن هذه الحجة ليست صحيحة من حيث الأداء الضعيف، كما تشير إلى أن العمل المرن قد يؤدي في الواقع إلى أداء متفوق.»