مسؤول في Microsoft يشرح منظوره لمستقبل الذكاء الاصطناعي في مجال البرمجة: البصمة البشرية ستظل حاسمة

⬤ توقع مسؤول في Microsoft أن يتولى الذكاء الاصطناعي 95% من مهام كتابة الأكواد بحلول 2030.
⬤ سيُعاد تشكيل دور المبرمج ليصبح «سيد الأوامر» مع استمرار الحاجة للتفكير التحليلي والإبداعي.
⬤ سيساهم الذكاء الاصطناعي في تمكين الجميع من البرمجة وتعزيز إنتاجية الفرق الصغيرة.
تشهد صناعة تطوير البرمجيات تحولاً جذرياً يلوح في الأفق، مع ترقب أن يصبح الذكاء الاصطناعي القوة المهيمنة في المجالات البرمجية. بهذا الصدد، كشف كيفن سكوت، كبير مسؤولي التقنية في شركة Microsoft، عن تصوره بأن نحو 95% من الأكواد البرمجية ستكون من إنتاج الذكاء الاصطناعي بحلول عام 2030، مشيراً إلى هذا التقدير خلال مشاركته في بودكاست 20VC، ومؤكداً على أن هذا التحول لا يعني نهاية دور المبرمجين البشر.
رغم أن فكرة استحواذ الذكاء الاصطناعي على غالبية مهام كتابة الأكواد قد تبدو أقرب إلى الخيال العلمي، إلا أن سكوت، الذي يمتلك خبرة تمتد لأكثر من أربعة عقود في البرمجة، شبه هذا التحول بما شهدته الصناعة خلال ثمانينيات القرن الماضي عند الانتقال من لغة Assembly إلى لغات البرمجة عالية المستوى. آنذاك، أبدى العديد من المبرمجين القدامى تحفظهم على هذا التغيير، تماماً كما يُقابل إدماج أدوات الذكاء الاصطناعي اليوم بمزيج من التشكك والحماس.
في هذا السياق، قال سكوت: «لقد انتقلنا بسرعة من حالة الشك تجاه هذه الأدوات إلى التمسك الشديد بها، حتى أن بعض المطورين باتوا يعتبرونها أداة لا يمكن الاستغناء عنها ضمن حقيبة أدواتهم.»
لكن سكوت يؤكد في الوقت ذاته أن الذكاء الاصطناعي لن يقصي المهندسين البشريين من المشهد كلياً، بل سيعيد تشكيل أدوارهم؛ فبدلاً من «سادة إدخال الأكواد،» سيصبح البشر «سادة الأوامر،» ويبقى التفكير التحليلي وفهم المشكلات المعقدة، إضافة إلى الجانب الإبداعي، مهاماً حكراً على الإنسان.
من المتوقع أن تسهم هذه الطفرة التقنية في تذليل العقبات أمام دخول عالم البرمجة، وتمكين المستخدمين من بناء أدواتهم ومواقعهم الإلكترونية دون الحاجة إلى مطورين متخصصين. وفي هذا الشأن، يصف سكوت الأمر وكأنه «رفع للمستوى العام، إذ يصبح الجميع قادرين على البرمجة.» ومع ذلك، يظل التعامل مع أعقد المشكلات الحاسوبية منوطاً بأصحاب الكفاءات العالية من علماء الحاسوب، الذين سيستفيدون من هذه الأدوات المتقدمة إلى أقصى الحدود.
فيما يتعلق بتأثير هذه التقنية على فرق العمل، يرى سكوت أن الذكاء الاصطناعي سيسمح للفرق الصغيرة بإنجاز مهام كانت تتطلب في السابق فرقاً ضخمة. ورغم تفاؤله، لا يتجاهل سكوت التحديات الراهنة التي تواجه الذكاء الاصطناعي، وعلى رأسها محدودية القدرة على الاحتفاظ بالذاكرة، قائلاً إن النظام ما زال «آلياً بشكل مفرط» في تعامله مع المهام. لكنه يتوقع أن تتحسن هذه القدرات قريباً.
تتوافق رؤية سكوت مع توجهات عدد من قادة الصناعة، وإن اختلفت تقديراتهم الزمنية. إذ يرى الرئيس التنفيذي لشركة Anthropic، داريو أمودي، أن الذكاء الاصطناعي قد يصل إلى توليد 90% من الأكواد خلال ستة أشهر فقط، في حين يتبنى الرئيس التنفيذي لشركة IBM، أرفيند كريشنا، نظرة أكثر تحفظاً، مقدّراً أن الذكاء الاصطناعي سيتولى ما بين 20 إلى 30 بالمئة من مهام البرمجة، ليس كبديل للمبرمجين، بل كأداة لرفع الإنتاجية.
أما الرئيس التنفيذي لشركة Salesforce، مارك بينيوف، فقد أشار إلى توجه شركته نحو إيقاف توظيف المهندسين التقليديين هذا العام، بفضل مكاسب الإنتاجية التي تحققها تقنيات الذكاء الاصطناعي، لكنه شدد في الوقت ذاته على أن التعاون بين الإنسان والآلة سيبقى حجر الأساس في مستقبل البرمجة.
في نهاية المطاف، يبدو أن مستقبل تطوير البرمجيات سيكون ثمرة تعاون وثيق بين الإنسان والذكاء الاصطناعي، أقله في المدى المنظور، حيث تتولى الآلات الجزء الأكبر من كتابة الأكواد، بينما يركز المهندسون البشر على الإبداع، وحل المشكلات، وتوجيه هذه الأدوات الذكية. ومع بزوغ فجر «سيد الأوامر،» سيحافظ هذا الإرث البرمجي على مسحة العقل البشري في طياته، رغم كونه من إنتاج الذكاء الاصطناعي إلى حد كبير.