لمنافسة Starlink، أمازون ماضية في بناء عشرات الملايين من أطباق استقبال الإنترنت الفضائي

⬤ بعد الأقمار الصناعية، أعلنت أمازون نيتها تصنيع عشرات ملايين أطباق استقبال الإنترنت الفضائي عالي السرعة.

⬤ تريد الشركة منافسة Starlink التابعة لشركة SpaceX والتي تحتكر قطاع الإنترنت الفضائي السريع حالياً.

⬤ تواجه الشركة تحديات تنظيمية ولوجستية لضمان إطلاق 1,600 قمر قبل نهاية يوليو 2026.

في ضربة مؤقتة لطموحات أمازون الرامية إلى منافسة هيمنة SpaceX في مجال الإنترنت الفضائي، جرى تأجيل إطلاق أول أقمارها الصناعية الإنتاجية ضمن مشروعها الضخم Project Kuiper، مساء الأربعاء، بسبب سوء الأحوال الجوية على ساحل الفضاء في ولاية فلوريدا.

كان من المقرر أن تنطلق المهمة بين الساعة السابعة والتاسعة مساء بتوقيت الساحل الشرقي للولايات المتحدة، على متن صاروخ Atlas V من United Launch Alliance، مشروع مشترك بين Boeing وLockheed Martin، لكن استمرار هطول الأمطار وهبوب الرياح وتكاثف الغيوم جعل ظروف الإقلاع غير آمنة، ما أدى للتأجيل. وتعمل الشركة حالياً على تقييم أقرب فرصة بديلة للإطلاق.

صاروخ Atlas 5 من United Launch Alliance

صاروخ Atlas 5 من United Launch Alliance

يمثل هذا التأجيل توقفاً في فصل جديد من «معركة المليارديرات» المتصاعدة في الفضاء، حيث يواجه مؤسس أمازون، جيف بيزوس، نظيره إيلون ماسك من SpaceX. فبينما يسيطر مشروع Starlink من SpaceX على الساحة بعدد هائل من الأقمار الصناعية وملايين المستخدمين حول العالم، تسعى أمازون إلى دخول السباق بقوة من خلال مشروعها الواعد Kuiper.

رؤية أمازون الكبرى: ربط العالم والسحابة

يُعد مشروع Kuiper توسعاً نوعياً في مسيرة أمازون، الشركة التي بدأت كبائع كتب إلكترونية وتحولت إلى عملاق عالمي في التجارة والترفيه والحوسبة السحابية. ويهدف المشروع إلى نشر أكثر من 3,200 قمر صناعي في مدار أرضي منخفض، لتقديم اتصال إنترنت عالي السرعة ومنخفض التأخير إلى مختلف أنحاء العالم.

في مقطع ترويجي حديث، قال نيمه ماهانفار، مدير تطوير الهوائيات في المشروع: «لقد انتهينا من التصميم، ونحن الآن في مرحلة التصنيع داخل المصنع. ونخطط لبناء عشرات الملايين من هذه الهوائيات، ونسير بخطى ثابتة نحو ذلك.»

مواضيع مشابهة

كما هو الحال مع المنافس، تعتمد أمازون على تطوير تقنياتها الأساسية داخلياً، من الأقمار الصناعية إلى محطات الاستقبال المخصصة للمستخدمين. وقد كشفت الشركة عن ثلاثة نماذج من الأطباق تتيح سرعات تصل إلى 1 جيجابت في الثانية. وقد خضعت هذه الأجهزة لاختبارات بيئية قاسية.

رغم أن الهدف الرئيسي هو تلبية احتياجات المستخدمين في المناطق النائية أو المحرومة، وهي الفئة التي استهدفتها Starlink منذ البداية، تخطط أمازون أيضاً للاستفادة من قوتها في قطاع خدمات الويب. فمن خلال التكامل العميق بين Kuiper وAWS، تأمل الشركة في تسخير بنيتها التحتية السحابية لاستقطاب شركات كبرى وجهات حكومية تحتاج إلى نقل ومعالجة كميات ضخمة من البيانات، مثل الصور الفضائية أو توقعات الطقس، إلى جانب حالات استخدام أخرى تطرقت إليها الشركة، مثل تمكين شركات الطاقة من مراقبة مزارع الرياح أو المنصات البحرية البعيدة.

في سبيل ذلك، تقوم الشركة ببناء وتشغيل العديد من المحطات حول العالم، من أستراليا إلى ألمانيا، لربط الأقمار الصناعية بشبكات الإنترنت الأرضية ومراكز بيانات AWS. كما تسعى أمازون للدخول إلى سوق الاتصالات الجوية من خلال شراكة مع شركة Airbus، في خطوة مشابهة لما تقوم به Starlink مع عدد من شركات الطيران.

تحديات قائمة: وتيرة الإطلاق والسباق مع الزمن التنظيمي

رغم نجاح إطلاق قمرين صناعيين تجريبيين في أكتوبر 2023، واللذَين أثبتا فعالية التقنية قبل أن يجري إخراجهما من المدار بعد سبعة أشهر، إلا أن التوسع نحو نشر الآلاف يمثل تحدياً هائلاً.

تتمثل أبرز العقبات في تأمين قدرة إطلاق كافية وموثوقة لتحقيق أهداف النشر. وفي حين تؤكد أمازون أنها ضمنت أكثر من 80 عملية إطلاق، فإن الكثير منها يعتمد على صواريخ جديدة ثقيلة لم يتم اختبارها بالكامل بعد، مثل New Glenn التابع من Blue Origin. كما أن جداول الإطلاق غالباً ما تتعرض للتأخير، كما هو الحال في التأجيل الأخير بسبب الطقس.

تبقى العقبة الأبرز في المهلة التنظيمية الصارمة التي حددتها هيئة الاتصالات الفيدرالية الأمريكية (FCC)، والتي تلزم أمازون بإطلاق ما لا يقل عن نصف الكوكبة المخطط لها، أي نحو 1,600 قمر، قبل 30 يوليو 2026. وإن لم يتحقق ذلك، قد تفقد الشركة الترخيص بتشغيل الشبكة، إلا أن بعض المحللين يشيرون إلى احتمال منحها تمديداً في حال أحرزت تقدماً ملموساً.

تأمل أمازون أن تبدأ في ربط أول عملائها بالإنترنت خلال العام الجاري، ويعتمد بلوغ هذه المرحلة على إطلاق أول دفعة مكونة من 578 قمراً صناعياً. وبمجرد تشغيل هذا العدد، ستكون الشركة قادرة على تقديم خدمات إقليمية، حتى قبل إكمال التغطية العالمية الشاملة.

شارك المحتوى |
close icon