طرق تعليم الأطفال عن بعد عبر الإنترنت، إيجابياته وسلبياته ونصائح للآباء

التعليم عن بعد من المصطلحات التي لاقت رواجًا في الآونة الأخيرة؛ وتحديدًا في ظل تفشي فيروس كورونا حول العالم الذي تسبب بإغلاق أبواب المدارس والجامعات، ما استدعى الحاجة للانتقال إلى التعلم عن بعد، وقد تعددت الوسائل والطرق المستخدمة في تنفيذ ذلك، وفي الواقع قد حققت نتائج إيجابية مذهلة؛ إلا أن هناك بعض السلبيات التي تذمّرت منها شريحة واسعة من أولياء الأمور وأصحاب الشأن، لذلك السطور التالية توضح طرق تعليم الأطفال عن بعد عبر الإنترنت، إيجابيات وسلبياته ونصائح للآباء.

تعليم الأطفال عن بعد عبر الإنترنت

التعليم عن بُعد أو التعليم الإلكتروني وأيضًا التعلم عبر الإنترنت مسميّات جميعها يشار بها إلى الجلوس أمام الشاشات الرقمية لتلقي المعلومات وإنهاء المناهج الدراسية دون الحاجة للذهاب إلى المدارس أو الجامعات، كما قد يكون التعليم عن بعد شاملًا الدورات التدريبية أيضًا، وقد أصبح نظام تعليم معتمد في السنوات القليلة الماضية، ويجدر التنويه أن تعليم الأطفال عن بعد يتخذ عدة مسميّات باللغة الإنجليزية منها (Education Distance), (E-learning) وغيرها، ويشار إلى أن تعليم الأطفال عن بعد من الأمور المهمة الواجب أخذها بعين الاعتبار، ولذلك على الآباء مراقبة الأمر وتتبع ذلك لضمان نجاح العملية.

طرق تعليم الأطفال عن بعد عبر الإنترنت

يبدو أن التكنولوجيا لن تترك بابًا من أبواب حياتنا دون أن تقتحمه، فقد جاءت العديد من طرق تعليم الأطفال عن بعد عبر الإنترنت مؤخرًا، وتمثلت بما يلي:

التعليم المباشر

يتمثل هذا الأسلوب بأن يُنشئ المعلم حصة أو درس بينه وبين طلابه في الفصل الدراسي عبر شبكة الإنترنت، بحيث يكون الطفل أو الطالب ملزمًا بالحصول بالموعد المحدد، كما يستوجب التفاعل عليه، وفي هذه الحالة يقوم المعلم بشرح الدرس كاملًا وطرح الأسئلة لتحقيق التفاعل.

التطبيقات التعليمية 

ظهرت العديد من التطبيقات التعليمية التي حققت نجاحًا باهرًا في الفترة الماضية؛ حيث فتحت الأفق لبناء قنوات اتصال بين المعلمين والطلبة لتسهيل تدفق المعلومة ووصولها، ومن التطبيقات تطبيق زوم Zoom وأيضًا تطبيق Duo من جوجل وغيرها الكثير.

الدروس المسجلة 

توجّهت الهيئات التدريسية بالتعاون مع المدارس إلى تعزيز جذور تعليم الأطفال عن بعد من خلال تسجيل الدروس الصفية التي يشرحها المعلم في الفصل الدراسي، وذلك ليتمكن الطالب من العودة إليها في أي وقت يشاء، ولذلك تعرض فيديوهات الدروس على يوتيوب وغيرها من مواقع الفيديوهات.

المشاريع التعليمية الجماعية 

دأب الطلاب أيضًا إلى فتح أفق نقل المعلومة إلى الزملاء ومن يحتاجون إلى المعلومة الصحيحة في أي وقت، فقد اتحد العديد من الطلبة على إطلاق مشاريع تعليمية تمتاز بوفرتها على الإنترنت وأنها مجانية، وأيضًا سهولة الوصول إليها.

الواجبات المنزلية والأنشطة عن بعد

مواضيع مشابهة

أيضًا الواجبات المنزلية الإلكترونية واحدة من طرق تعليم الأطفال عن بعد عبر الإنترنت، ويشار إلى أنها تشجع الأطفال أكثر على الاستمتاع في حل الواجبات، فإن الأطفال في هذه المرحلة يفضلون استخدام الحاسوب والأجهزة الإلكترونية؛ فإن ذلك يعتبر تشجيعًا لهم.

إيجابيات التعلم عبر الإنترنت

من أهم الإيجابيات والفوائد المترتبة على تعليم الأطفال عن بعد عبر الإنترنت ما يلي:

  • منح الأطفال تجربة فريدة من نوعها في التعليم من خلال استخدام الأجهزة الإلكترونية والاستفادة منها.
  • جعل الطفل أكثر قدرة على الاعتماد على ذاته في التعليم واستخدام كل أدوات التكنولوجيا.
  • تعليم الأطفال عن بعد يساعدهم على التعبير عن ذاتهم بكل أريحية.
  • توفير الوقاية الفائقة للأطفال من أي أمراض معدية.
  • تعميق العلاقات بين الأطفال وذويهم من خلال المساعدة والتعاون في استخدام التقنية في التعليم.
  • منح بعض الأطفال راحة نفسية في التعلم ممن يواجهون مشاكل في المدارس والتأقلم مع الآخرين.

سلبيات التعلم عبر الإنترنت 

رغم الإيجابيات التي حققها تعليم الأطفال عن بعد عبر الإنترنت،  إلا أن هناك سلبيات قد طالت تعليم الأطفال عن بعد عبر الإنترنت، ومن أهم هذه السلبيات ما يلي:

  • تراجع ملكة التفاعل المباشر لدى الطفل مع زملائه ومعلميه، لذلك تقهقر المهارات الاجتماعية عامةً
  • عدم القدرة على توفير متطلبات التعليم عن بعد ومستلزماته بمختلف أشكالها، وتحديدًا في حال تعدد الأطفال الطلبة في المنزل الواحد.
  • مواجهة الأمهات الموظفات المشاكل إزاء بقاء الطلبة في المنزل دونهن.
  • طغيان السلبية على المهارات الضرورية منها الشفوية واللغوية والاجتماعية.
  • احتمالية التهرب وغياب الالتزام بآداب الحصص المدرسية عن بعد، وأيضًا تشتت الانتباه بالكثير من الأمور في محيط الطالب.
  • صعوبة التنسيق وانعدامه أحيانًا بين المدرسين والطلبة.
  • خروج الأمر عن سيطرة المدرّس وصعوبة ضبط الطلاب.

نصائح للآباء حول تعليم الأطفال عن بعد 

حتى تكون تجربة تعليم الأطفال عن بعد عبر الإنترنت مميزة ومثالية، لا بد من تقديم العديد من النصائح للآباء حول ذلك، ومن أهم هذه النصائح ما يلي:

  • تهيئة بيئة منزلية جيدة بحيث تكون مخصصة فقط للتعليم عن بعد، بحيث يشعر الطالب بأنه في غرفة صفية حقًا.
  • تنظيم الوقت وتقسيمه بين الأطفال في حال وجود أكثر من طفل في المنزل يحتاجون إلى التعليم عن بعد.
  • ضرورة كشف تفاصيل متطلبات التعليم عن بعد للآباء وتوضيح ما عليهم من دور في دعم العملية التعليمية.
  • تعزيز معدل النشاط البدني للطفل من خلال تخصيص وقت معين لممارسة النشاط الرياضي والبدني أسبوعيًا.
  • ضرورة قيام الوالدين بمراقبة سير العملية التعليمية ومتابعة الأداء لأطفالهم.
  • وجوب القيام بالتقييم الدوري والمستمر للإنجازات والنتائج المترتبة على التعليم عن بعد للأطفال في المنزل.
  • فتح قنوات التواصل بين الأطفال وأصدقائهم لجعل المهارات الاجتماعية والعلاقات أكثر كفاءة.
  • إدارة حلقات نقاش بين الطلبة أنفسهم بإشراف الوالدين.
  • استيعاب مشاعر الأبناء الطلبة خلال رحلة تعليم الأطفال عن بعد عبر الإنترنت.

قوانين التعلم عن بعد للأطفال

هناك العديد من البنود والقوانين الواجب أخذها بعين الاعتبار والاهتمام بها عند الانتقال من التعليم التقليدي إلى الإلكتروني، ومن أهم ما جاء في ذلك ما يلي:

  • تبادل الاحترام مع الآخرين والالتزام بالقيم الأخلاقية الإيجابية.
  • التخلي عن أي إساءة للآخرين.
  • ضرورة الانتباه لكافة تفاصيل المتابعة للأبناء والالتزام بالمراجعة الدورية وحل الواجبات المنزلية.
  • حث الطالب على الوصول إلى وسائل تعليمية جديدة.
  • تمكين الطالب وتشجيعه على استخدام محركات البحث والإنترنت عامةً في الوصول إلى المعلومة.
  • ضرورة فرض الرقابة الأبوية على استخدام شبكة الإنترنت، بحيث يقع على عاتقهم مسؤولية حب المواقع السيئة.
  • احترام ملكية وخصوصية الدورس المشروحة إلكترونيًا، بأنها تخص المعلم ذاته فقط.
  • الحفاظ على الهدوء خلال شرح المعلم للدروس وعدم إزعاج الآخرين.
  • الاستئذان عند الرغبة بالحديث والمشاركة.

ختامًا، فإن طرق تعليم الأطفال عن بعد عبر الإنترنت من الأمور التي عادة بمنفعة جيدة جدًا على التعليم، وتحديدًا في الفترة الماضية التي عاش بها العالم حالة من الرعب أمام فيروس كورونا المستجد، وبهذه الحالة فإن التعليم عن بعد قد حال دون ازدياد انتشار العدوى بين الأبناء الطلبة، ولذلك فإن التعليم عن بعد هو الحل الأمثل لذلك حتى يحظى الطلبة بصحة جيدة، لكن يجب تسليط الضوء على سلبيات ذلك ومحاولة معالجة نقاط الضعف وتعزيز نقاط القوة لتصبح أكثر قيمة وفائدة.

شارك المحتوى |
close icon