شركة Tesla تطلق عملياتها في السعودية للمرة الأولى وسط تحديات كبرى

⬤ أعلنت Tesla رسمياً دخولها السوق السعودية بافتتاح متاجر مؤقتة في الرياض وجدة والدمام.
⬤ تواجه الشركة تحديات كبيرة أبرزها ضعف البنية التحتية وحرارة المناخ وتفضيلات المستهلكين المحليين.
⬤ يصب هذا التوسع ضمن رؤية السعودية 2030 التي تستهدف تحويل 30% من سياراتها إلى كهربائية.
في تطور مهم على صعيد تحولات صناعة السيارات والعلاقات الدولية، أعلنت شركة Tesla رسمياً بدء بيع سياراتها في المملكة العربية السعودية، على أن تفتتح في 11 أبريل، متاجر مؤقتة في كل من الرياض وجدة والدمام، لتضع بذلك مجموعتها العالمية من السيارات في قلب واحدة من أغنى دول العالم بالنفط.
تأتي هذه الخطوة المدروسة في وقت تواجه فيه Tesla تحديات متزايدة على الساحة العالمية تحتاج معها لدفعة نوعية، إذ سجلت الشركة انخفاضاً بنسبة 13% في مبيعات الربع الأول من العام الجاري، وهو أسوأ أداء فصلي لها منذ نحو ثلاث سنوات، نتيجة لتصاعد المنافسة وتأخر تحديث طرازاتها، إلى جانب الجدل الدائر حول صورة المدير التنفيذي إيلون ماسك.
غير أن السوق السعودية تفرض مجموعة من التحديات الفريدة. فما زالت الثقافة المحلية تميل إلى اقتناء سيارات الدفع الرباعي كبيرة الحجم، وتفصل بين مدنها الكبرى مسافات شاسعة، فيما لا تزال البنية التحتية للسيارات الكهربائية في بداياتها.
وفقاً لبيانات منصة Statista المستندة إلى Electromaps، لم يتجاوز عدد محطات الشحن في المملكة 101 محطة حتى عام 2024، مقارنة مع 261 محطة في دولة الإمارات العربية المتحدة المجاورة رغم صغر مساحتها. ويعد غياب أي نقطة شحن على امتداد الطريق السريع بين الرياض ومكة، الممتد نحو 900 كيلومتر، مثالاً صارخاً على العقبات التي تواجه الانتقال إلى السيارات الكهربائية لمسافات طويلة.
كما تشكل درجات الحرارة المرتفعة تحدياً إضافياً، لما لها من تأثير محتمل على أداء بطاريات السيارات، إذ تتجاوز في بعض المناطق 50 درجة مئوية.
بهذا الصدد، عبر كارلوس مونتينيغرو، المدير العام لشركة BYD في السعودية، عن قلق مشابه إزاء هاجس الشحن لدى العملاء، مؤكداً أن 70% من مبيعات شركته في المملكة تذهب لصالح السيارات الهجينة وليس الكهربائية بالكامل.
رغم هذه التحديات، تسير المملكة بخطى واثقة نحو مستقبل كهربائي، في إطار «رؤية السعودية 2030» الهادفة لتنويع الاقتصاد وتقليل الاعتماد على النفط. وتهدف المملكة إلى أن تكون 30% من السيارات في الرياض كهربائية بحلول عام 2030.
بحسب تقرير صادر عن بي دبليو سي لعام 2024، جرى تخصيص نحو 39 مليار دولار لتطوير قطاع السيارات الكهربائية في المملكة. ومن المشاريع الأساسية في هذا التوجه تأسيس شركة البنية التحتية للسيارات الكهربائية (EVIQ)، التي تضطلع بمهمة توسيع شبكة الشحن إلى 5,000 محطة على مستوى المملكة بحلول عام 2030، أي بزيادة خمسين ضعفاً عن الوضع الحالي.
رغم أهمية دخول Tesla إلى السوق السعودية، إلا أن انها لم تكن السباقة. فقد افتتحت BYD صالة عرضها في الرياض في مايو 2024، بينما ضخ «صندوق الاستثمارات العامة» استثمارات كبيرة في القطاع منذ سنوات، أبرزها امتلاكه حصة الأغلبية في شركة Lucid Motors الأمريكية منذ عام 2019، بالإضافة إلى دعم مصنع Lucid في السعودية، الذي بدأ العمل في 2023. كما تستعد المملكة لإطلاق علامتها الخاصة Ceer Motors، وهي مشروع مشترك بين الصندوق وشركة Foxconn، والمتوقع أن تدخل السوق في 2025.
من جانبها، تتوقع شركة S&P Global Mobility، أن تتراوح مبيعات Tesla في السعودية ما بين 10,000 و15,000 سيارة خلال أول عامين، في ظل المنافسة المحمومة.
من جانب آخر، يمثل هذا الإطلاق أيضاً تحسناً في العلاقات بين إيلون ماسك والجهات السعودية، وتحديداً صندوق الاستثمارات العامة، بعد التوترات التي نشأت إثر تغريدة ماسك الشهيرة في 2018 التي زعم فيها توفر التمويل لتحويل Tesla إلى شركة خاصة، وهي التغريدة التي أثارت جدلاً واسعاً، وربما ساهمت في تأخر دخول الشركة إلى السوق السعودية مقارنة بجيرانها الخليجيين. لكن مع تسوية الخلافات، بات بإمكان Tesla الدخول إلى سوق تشهد تركيزاً متزايداً على مستقبل السيارات الكهربائية، رغم فوات فرص استثمارية سابقة. ومن غير المرجح أن تواجه الشركة في المملكة احتجاجات شعبية كتلك التي ظهرت في أوروبا أو الولايات المتحدة ضد ماسك.
رغم أن نسبة السيارات الكهربائية في السوق السعودية لا تزال ضئيلة، إذ لم يتم بيع سوى 2,000 وحدة العام الماضي، ما يمثل 1% فقط من إجمالي المبيعات وفقاً لبيانات Telemetry وبي دبليو سي، إلا أن الآفاق المستقبلية واعدة. وقد أظهر استطلاع من بي دبليو سي الشرق الأوسط أن أكثر من 40% من المستهلكين السعوديين يدرسون شراء سيارة كهربائية خلال السنوات الثلاث المقبلة.