تقنية عرض جديدة تخلصك من نظاراتك الطبية

العديد من الأشخاص يحتاجون لارتداء نظارة طبية من أجل مشاهدة التلفاز أو استخدام الحاسوب وقد يعد هذا أمراً مزعجاً بعض الشيء، ولذا فقد تم تصميم تقنية جديدة تقوم بتصحيح مشاكل البصر وتسمح لهم بمشاهدة التلفاز أو الحاسوب دون الحاجة إلى نظاراتهم الطبية.

 

تعتمد هذه التقنية على استخدام لوغاريتمات لتغيير الصورة وفقاً للوصفة الطبية الخاصة بنظارات المستخدم بالإضافة إلى وجود مجموعة من المراشح الضوئية في مقدمة الشاشة، حيث تقوم هذه اللوغاريتمات بتغيير الضوء من كل بكسل مما يضمن مرور أشعة الضوء عبر فتحة صغيرة في المرشح البلاستيكي ووصوله إلى شبكية العين بطريقة تخلق صورة واضحة، ويقول الباحثون أن فكرة التقنية هي معرفة كيف تقوم عيناك بشكل طبيعي بتشويه الصورة التي تتلقاها وهو الأمر الذي تصححه النظارات الطبية وتعديل هذا الأمر مسبقاً كي تتم رؤية الصورة بشكل واضح.

 

بالإضافة إلى جعل الأمر أكثر سهولة للأشخاص المصابين بمشاكل بصرية بسيطة كي يشاهدوا جميع الشاشات دون الحاجة لارتداء نظاراتهم، فإن هذه التقنية قد تساعد أيضاً المصابين بمشاكل بصرية أكثر خطورة والناجمة عن عيوب خلقية لا يمكن تصحيحها بالنظارات أو العدسات اللاصقة مثل الانحراف الكروي الذي يتسبب بقيام أجزاء مختلفة من عدسة العين بكسر أشعة الضوء بزوايا مختلفة.

 

يتم تطوير هذه التقنية من قبل جامعة كاليفورنيا بالتعاون مع باحثين من MIT و مايكروسوفت، وسيتم تقديم مشروعها في المؤتمر السنوي للتقنيات التفاعلية ورسوميات الحاسوب والمعروف باسم Siggraph في فانكوفر في كندا في شهر آب/أغسطس المقبل، حيث قام الباحثون بالتقاط صور مميزة مثل منطاد ملون بألوان قوس قزح وتفاصيل من إحدى رسومات فان كوخ ومن ثم طبقوا اللوغاريتمات من أجل تشويه الصورة لتصبح مطابقة للحالة المرضية المرغوبة، و بعدها قاموا بعرض الصورة على جهاز iPad Touch تم وضع لوح أكريليكي على شاشته وفوقه شاشة بلاستيكية مليئة بالفراغات المتساوية.

مواضيع مشابهة

 

وأوضح Gordon Wetzstein الباحث في مخبر MIT أن هذه التقنية تسمح للشاشة بالتحكم بالطريقة التي ينبعث من خلالها الضوء مما يعطي صورة أكثر وضوحاً دون أن تؤثر على التباين، وقام الباحثون باختبار هذه التقنية عبر استخدام كاميرا Canon DSLR مع ضبط ميزة تركيز الصورة لتحاكي بعض الحالات المرضية مثل مد البصر، ويعتبر Wetzstein أن الخطوة القادمة ستتضمن بناء نماذج يمكن للناس استخدامها في الواقع وهو أمر يعتقد أنه سيأخذ بضعة سنين.

 

من الناحية الأخرى تبقى هنالك بعض التحديات أمام هذا المشروع، فعلى سبيل المثال تعتمد هذه التقنية على ما يعرف بالبعد البؤري وتتطلب ألا يتحرك المستخدم كثيراً ويبقى ثابتاً أو أن يتم تعديل البرنامج ليراقب حركة الرأس ويعدل الصورة وفقاً لذلك، ولا يرى Barsky أن ذلك سيشكل مشكلة لأنه بطبيعة الحال عندما ننظر إلى شاشة ما ولا نرى الصورة واضحة فإننا نقوم بتعديل وضعيتنا حتى نصل إلى الرؤية المطلوبة.

 

ورغم أنه يمكن ضبط هذه التقنية لتلائم أشخاصاً مختلفين لكنها لا يمكن أن تعمل لتلائم أشخاصا بمشاكل بصرية مختلفة في آن واحد، ورغم ذلك فإن Ramesh Raskar البروفسور المساعد في مخبر MIT يعتقد أنه إذا استخدم الباحثون نظام عرض بأبعاد عالية أي حوالي ضعف 326 بكسل لكل بوصة والتي تم استخدامها في المشروع_ فإنه قد يتم استخدام هذه التقنية من قبل عدة أشخاص يعانون من مشاكل بصرية مختلفة

شارك المحتوى |
close icon