من أين تجني التطبيقات المال؟ أفضل طرق تمويل مطوري التطبيقات
سواء كنت مطور تطبيقات حديث العهد، أو أنك مستخدم فقط، فالأرجح أنك سألت نفسك عن مصدر الدخل الذي تحققه التطبيقات والبرامج على مختلف المنصات، وبالأخص مع كون شطر كبير مما هو متاح اليوم مجاني بشكل أو بآخر بحيث تبدو مصادر الربح مبهمة نوعاً ما.
تعد صناعة تطوير التطبيقات والألعاب واحدة من أكثر المجالات نمواً في عالم اليوم، حيث تسير مئات مليارات الدولارات عبر متاجر التطبيقات كل عام، ويربح مطورو التطبيقات الناجحة مبالغ كبرى من المال بشكل دوري يجعل المجال مغرياً للكثيرين. لذا وفي هذا الموضوع سنتناول أهم مصادر الأرباح التي يستفيد منها مطورو التطبيقات والبرامج اليوم. ومع أن بعض هذه الطرق متاحة للمطورين الكبار من شركات تتضمن عشرات أو مئات الموظفين، فالكثير من طرق الربح متاحة للمطورين المستقلين الذين يصنعون تطبيقاتهم بالاعتماد على أنفسهم فقط.
الشراء المباشر للتطبيقات
تعد هذه الطريقة من أقدم طرق التمويل وجوداً في الواقع، حيث اعتمدتها أولى التطبيقات والحزم البرمجية منذ البداية. حيث يتم تقديم التطبيق كمنتج يتم شراؤه لمرة واحدة ويمكن للمستخدم الاستمتاع بميزاته في المستقبل دون حدود.
لا تزال هذه الطريقة من الربح مستخدمة اليوم لكن في المجالات المحددة فقط، حيث تستهدف التطبيقات المدفوعة مجالات محددة وصغيرة نسبياً مع ميزات مصممة خصيصاً لإرضاء قاعدة المستخدمين. حيث يتيح استهداف فئة صغيرة كون التطبيق مميزاً كفاية عن سواه من جهة، كما تسمح للمطور التركيز على ميزات محددة بدلاً من محاولة جعل التطبيق مناسباً للجميع.
بالطبع هناك عدة مشاكل موجودة في مبدأ بيع التطبيقات بهذا الشكل، ولعل أهمها:
- في ظل وجود ملايين التطبيقات حول العالم اليوم، من المهم أن يكون تطبيقك مميزاً كفاية ولا يمتلك منافساً مباشراً مجانياً ليتمكن من النجاح.
- مع الوقت من الممكن للنجاح الكبير للتطبيق أن يستنزف كامل قاعدة المستخدمين المحتملين، بحيث يكون كل من يفكر بشراء تطبيقك قد اشتراه وهنا تتوقف الواردات أو أنها تشح بشكل كبير.
تقديم التطبيق كخدمة مع اشتراك دوري
عادة ما تستخدم هذه الطريقة من المنصات الكبرى التي تعرض محتوى دائم التجدد للمستخدمين، بحيث يكون المحتوى المعروض متاحاً أثناء فترة الاشتراك فقط، وبمجرد انتهاء فترة الاشتراك يفقد المستخدم الوصول إلى المحتوى والميزات المتاحة لضمان بقاء المستخدمين يدفعون المال بشكل دوري قدر الإمكان.
تتضمن أبرز التطبيقات التي تستخدم أسلوب التمويل هذا خدمات بث الموسيقى عبر الإنترنت مثل أنغامي وSpotify، أو خدمات بث المحتوى المرئي مثل Netflix وسواها. لكن هناك العديد من التطبيقات الأخرى الناجحة التي تعتمد مبدأ التحديثات والدعم الإضافي كمبرر لكونها اشتراكاً دورياً بدل من منتج يشترى مرة واحدة.
لعل واحدة من أبرز التطبيقات التي تستخدم هذا الأسلوب من التمويل هي حزمة برامج Adobe المتنوعة، حيث يتاح للمستخدم العديد من البرمجيات عند اشتراكه بالحزم المختلفة المتاحة، كما تضاف ميزات أخرى لتبرير الاشتراك مثل التخزين السحابي والوصول إلى خدمة Adobe Fonts للخطوط وغيرها.
من المهم التذكير بأن استخدام الاشتراكات الدورية كأسلوب تمويل ليس فكرة جيدة دائماً، حيث أن العديد من التطبيقات التي تستغل المستخدمين وتخدعهم قد تسببت بارتباط فكرة الاشتراك الدوري بالسمعة السيئة، وبات المستخدمون عموماً أكثر حذراً عند التعامل مع التطبيقات التي تتطلب اشتراكاً إن لم تمتلك محتوىً متجدداً أو خدمات إضافية تبرر الاشتراك.
اقرأ أيضاً: كم تقتص متاجر التطبيقات من مبيعات الألعاب والتطبيقات؟
الإعلانات بمختلف أنواعها
حالياً تعد هذه الطريقة من التمويل الأكثر شيوعاً دون شك، حيث أنها تتيح للمستخدم الاستمتاع بالتطبيق بشكل مجاني، لكنها وبذات الوقت تتيح الربح للمطور. ومع أن عائدات الإعلانات أدنى بمراحل من الأموال التي يحققها المطورون من المبيعات أو الاشتراكات، فالتطبيقات التي تتضمن الإعلانات تنتشر بشكل أكبر عادة لأنها مجانية، كما أن عائدات الإعلانات لا تخضع للضريبة الكبيرة التي تفرضها متاجر التطبيقات (30% لعمليات الشراء والاشتراكات في السنة الأولى).
بالطبع تتناسب العائدات هنا مع نوع وكم الإعلانات التي يتم عرضها للمستخدم. حيث أن إعلانات الفيديو تحقق أعلى الأرباح عادة، فيما أن أرباح الإعلانات الصغيرة التي تأخذ حيزاً صورياً من الشاشة أدنى بشكل ملحوظ. لكن كما العديد من الأمور هناك توازن دقيق يجب الحفاظ عليه لتحقيق أفضل ربح ممكن من الإعلانات.
مع أن الإعلانات الأكثر تعني عائدات أكثر من كل مستخدم بطبيعة الحال، فإتخام التطبيق أو اللعبة بالإعلانات هو عامل أساسي في دفع المستخدمين بعيداً وجعلهم يختارون خدمة أخرى. لذا عادة ما يكون من الأفضل الاكتفاء بكم أقل من الإعلانات وعدد أكبر من المستخدمين بدلاً من التضحية بقاعدة المستخدمين عند إتخام التطبيق بالعديد من الإعلانات وبالأخص إعلانات الفيديو التي لا يمكن تخطيها.
عمليات الشراء داخل التطبيق
ربما تكون هذه الطريقة واحدة من الأسرع نمواً اليوم للعديد من الأسباب، فهي تعتمد إتاحة تطبيق مجاني عادة للمستخدمين، لكن ضمن التطبيق هناك بعض الأمور المقفولة خلف جدار مالي، وللوصول إلى الأمور المقفولة يجب أن تدفع المال لتقوم بالشراء. واليوم بات من الممكن استخدام عمليات الشراء المصغرة هذه للعديد من الغايات المختلفة والتي تتمن خيارات مثل:
- إضافة ميزات جديدة غير متاحة للمستخدم المجاني.
- إزالة إضافة أو محدودية مزعجة مثل الوسم التلقائي على الفيديو المعدل أو الحد من جودة الفيديو الناتج.
- إتاحة خيارات تصميمة إضافية مثل السمات أو سواها.
- إلغاء الإعلانات الموجودة ضمن التطبيق.
- منح محاولات إضافية أو أدوات مساعدة وبالأخص في الألعاب.
في مبدأ الربح من عمليات الشراء داخل التطبيق عادة ما يكون هناك قاعدة جماهيرية كبرى، لكن شطراً صغيراً فقط من المستخدمين هم من يقدمون الأرباح. لذا عادة ما تستخدم هذه الطريقة بالتوازي مع أساليب تمويل أخرى مثل الإعلانات، بحيث يحصل المطور على الربح من الجميع، ويكون لدى المشترين دافع إضافي بكون عمليات الشراء داخل التطبيق تلغي الإعلانات عادة منذ عملية الشراء الأولى.
من المهم التذكير بأن استخدام عمليات الشراء داخل التطبيق ضمن الألعاب يمتلك تحديات خاصة به، وفي الألعاب التنافسية بالأخص من المهم أن تقتصر المشتريات المتاحة على الأشياء الظاهرية فقط دوناً عن عناصر اللعب الأساسية، حيث أن الأفضلية الممنوحة للاعبين الذين يدفعون المال عامل سلبي للغاية يبعد المستخدمين عن اللعبة.
اقرأ أيضاً: كمطور تطبيقات، كيف ترفع أرباح تطبيقاتك إلى أعلى حد ممكن؟
بيع بيانات المستخدمين
ربما يكون هذا النوع من طرق الربح هو الأقل أخلاقية، فهو يتضمن جمع بيانات المستخدمين وأكبر قدر ممكن من المعلومات عنهم، ومن ثم بيع هذه المعلومات للجهات المهتمة بمعرفتها والتي تتضمن المعلنين بالدرجة الأولى، لكنها من الممكن أن تتضمن جهات استخباراتية أو حتى مخترقين ومحتالين يبحثون عن ضحايا مناسبين لخدعهم.
مؤخراً بات موضوع بيع البيانات مركزاً للكثير من القضايا المثيرة للجدل، كما أن الشركات المطورة للأنظمة تحاول الحد منه إلى أبعد حد مع فرض قيود متزايدة على الطرق المسموحة لجمع بيانات المستخدمين واستخدامها، لكن مع ذلك لا يزال النشاط موجوداً وبقوة، ولو أنه حكر على التطبيقات الكبرى عادة، حيث أن التطبيقات ذات الانتشار المحدود لا تمتلك كمية بيانات كافية لإغراء المشترين على عكس تلك التي يستخدمها عشرات أو حتى مئات ملايين المستخدمين.