بعد 3 سنوات ونصف من إطلاقه، Windows 11 يتمكن أخيراً من مجاراة Windows 10 بعدد الأجهزة

⬤ مع اقتراب انتهاء دعم نظام Windows 10، ارتفعت حصة Windows 11 إلى 42.7% ليجاري سلفه لأول مرة.
⬤ على عكس الإصدارات السابقة، لم يعد من الممكن تثبيت نظام Windows 11 دون حساب على الإنترنت، مما أغضب بعض المستخدمين.
⬤ طوال السنوات الماضية واجه نظام Windows 11 تحديات كبرى أمام تبنيه، ولم يبدأ بالانتشار حقاً إلا مع إعلان نهاية حياة Windows 10.
بعد أن وُصف سابقاً بأنه «البطة السوداء» في العائلة على غرار Windows 8 وVista، يبدو أن نظام Windows 11 بدأ يعيد رسم صورته أمام المستخدمين، مع تسجيله قفزة ملحوظة في معدل الاعتماد، ليصبح منافساً حقيقياً لهيمنة Windows 10. غير أن هذا الصعود ترافق مع قرار من Microsoft يفرض قيوداً جديدة على تجربة الإعداد الأولي للمستخدمين الجدد.
تشير بيانات السوق إلى تحول ملحوظ في الاستخدام. فبحسب إحصائيات Statcounter لشهر مارس 2025، بلغت نسبة الاعتماد على Windows 11 نحو 42.7%، في حين تراجعت حصة Windows 10 إلى 54.2%. ويمثّل هذا فارقاً لافتاً، خصوصاً أن Windows 11 حقق قفزة تقارب 4.6 نقطة مئوية خلال شهر واحد فقط.
مع استمرار هذا المنحى، يتوقع المحللون أن تنخفض حصة Windows 10 إلى ما دون 50% قريباً، مما قد يمهد الطريق أمام Windows 11 ليصبح نظام الحواسيب الأكثر انتشاراً من Microsoft خلال الأشهر المقبلة.
يعود السبب الرئيسي لهذا التحول إلى اقتراب موعد نهاية دعم Windows 10، والمقرر في 14 أكتوبر 2025، ما يدفع الشركات على وجه الخصوص إلى ترقية أجهزتها لتفادي المخاطر الأمنية وضمان استمرارية الدعم الفني. وفي هذا السياق، أشارت تحليلات شركة Canalys إلى أن شحنات الحواسيب عالمياً شهدت نمواً متوسطاً بنسبة 3.9% في عام 2024 رغم التخفيضات الموسمية، إلا أن السوق يتجه نحو تسارع أكبر في هذا العام.
رغم أن هذا الانتقال جاء مدفوعاً بضرورات الدعم الأمني، فإن حماسة المستخدمين الأوائل تجاه Windows 11 لم تكن عالية في البداية، ويعزى ذلك إلى غياب ميزات لا غنى عنها، إضافة إلى جدل واسع حول متطلبات الأجهزة الصارمة، والإعلانات المدمجة، والمخاوف المتعلقة بالخصوصية، ولنا في ميزة Recall خير مثال.
لمواجهة هذا التردد، سارعت Microsoft إلى تعزيز النظام بتقنيات الذكاء الاصطناعي، وبدأت الترويج بقوة لما يُعرف بحواسيب Copilot، وهي استراتيجية بدأت تؤتي ثمارها، إذ شكلت حواسيب الذكاء الاصطناعي قرابة 23% من الشحنات في الربع الرابع من 2024، ومن المتوقع أن ترتفع النسبة إلى 35% خلال 2025، وفق تقديرات Canalys.
بالتزامن مع توسع قاعدة مستخدمي Windows 11، قررت Microsoft القضاء على إحدى الحيل الشائعة أثناء التثبيت. فمنذ إصدار 22H2، بات النظام يفرض الاتصال بالإنترنت وتسجيل الدخول عبر حساب Microsoft خلال مرحلة الإعداد الأولى (OOBE) بعد أن كان المستخدمون يلجؤون إلى تنفيذ أمر نصي (bypassnro.cmd) لتجاوز هذا الشرط.
غير أن النسخة التجريبية الأخيرة (رقم 26200.5516) من Windows 11 شهدت إزالة هذا الخيار نهائياً. وقالت الشركة في بيان لها: «قمنا بإزالة النص البرمجي bypassnro.cmd من البناء الحالي لتعزيز أمان وتجربة استخدام Windows 11. ويضمن هذا التغيير أن جميع المستخدمين يغادرون إعداد النظام وهم متصلون بالإنترنت ولديهم حساب Microsoft.»
بذلك، أصبح الاتصال بالإنترنت وإنشاء حساب Microsoft أمراً إلزامياً لجميع عمليات تثبيت Windows 11 الجديدة، في حين لن يتأثر المستخدمون الذين سبق لهم تجاوز هذا الشرط في أنظمتهم المثبتة مسبقاً.
رغم أن هذا التحديث لا يزال في طور المعاينة ضمن برنامج Windows Insider، ومن المتوقع طرحه للعامة خلال الأسابيع المقبلة، لا تزال بعض الحيل التقنية متاحة. وقد أشار بعض المستخدمين إلى إمكانية تفعيل التجاوز مؤقتاً عبر تعديل في إعدادات السجل (Registry) باستخدام الأمر:
reg add HKLM\SOFTWARE\Microsoft\Windows\CurrentVersion\OOBE /v BYPASSNRO /t REG_DWORD /d 1 /f shutdown /r /t 0
لكن من المحتمل أن تغلق Microsoft هذه الثغرة قبل الإصدار النهائي. كما لا يزال بالإمكان استخدام ملفات إعداد خاصة (unattend.xml) لتجاوز الخطوة، وإن كانت معقدة وصعبة على المستخدم العادي.
بما ليس غريباً عليها، تشير هذه الخطوة من Microsoft إلى توجه استراتيجي لتعظيم أعداد مستخدمي حساب Microsoft منذ اللحظة الأولى، وضمان الاتصال الدائم بالإنترنت لتفعيل خدماتها السحابية مثل OneDrive ومساعد الذكاء الاصطناعي خاصتها، Copilot.