بعد 14 عاماً من الهروب، والاختباء، والسجن: إطلاق سراح مؤسس WikiLeaks جوليان أسانج

⬤ أعلن موقع ويكيليكس أن مؤسسه جوليان أسانج أصبح حراً بعد 14 سنة قضاها في الهروب والاختباء ومن ثم السجن.

⬤ تأتي حرية أسانج مقابل اعترافه بالذنب وانتهاك قانون التجسس الأمريكي، وهو ما دافع عنه أسانج بكونه عملاً صحفياً.

⬤ أسس أسانج موقع ويكيليكس المتخصص بنشر الأسرار والتسريبات عام 2006 واضطر للهروب والاختباء منذ عام 2010 نتيجة ذلك.

بعد رحلة طويلة من الهروب والسجن، وحتى الاختباء لسنوات في سفارة الإكوادور، أبرم «جوليان أسانج»، مؤسّس موقع ويكيليكس الشهير، اتفاقاً مع القضاء الأمريكي سيمنحه الحرية أخيراً وحق العودة إلى وطنه الأم، أستراليا. حيث يتضمن الاتفاق اعتراف أسانج بالذنب في التهم الموجهة إليه تحت مظلة قانون التجسس الأمريكي، وذلك كون أسانج، عبر موقع ويكيليكس، سرب أسراراً واتصالات عسكرية أمريكية. ومع هذا الفصل، تختتم قصة أسانج التي امتدت منذ عام 2006 وصراعه القانوني الذي استمر منذ قرابة عقد ونصف.

ضمن الاتفاق، سيعترف أسانج، الذي قضى السنوات الخمس الأخيرة محبوساً في سجن مشدد الحراسة في المملكة المتحدة، بذنبه بتهمة «التآمر للحصول على معلومات سرية تتعلق بالدفاع الوطني والكشف عنها»، وذلك لدى مثوله، الأربعاء، أمام محكمة فدرالية في جزر ماريانا، وهي إقليم أمريكي واقع في المحيط الهادئ.

بعد دقائق فقط من نشر وثائق الاتفاق، أعلن موقع ويكيليكس أن «جوليان أسانج حر أخيراً» وقد غادر عصر الاثنين المملكة المتحدة. وأفاد ويكيليكس إن أسانج، الأسترالي البالغ من العمر 52 عاماً، خرج صباح الاثنين من سجن بيلمارش وإن القضاء البريطاني قد أخلى سبيله عصراً في مطار ستانستد اللندني، حيث استقل طائرة غادر على متنها البلاد ليمثل صباح الأربعاء أمام المحكمة.

مواضيع مشابهة

وبموجب الاتفاق سيُحكم على أسانج بالسجن لمدة 62 شهراً، وبالنظر إلى أنه قضى هذه المدة قيد الحبس الاحتياطي في لندن، فسيتمكن من استعادة حريته في الحال والعودة إلى وطنه أستراليا التي سارعت بالترحيب بهذه النهاية لمسلسل استمرت فصوله 14 سنة.

وأكد متحدث باسم الحكومة الأسترالية إن رئيس الوزراء أنتوني ألبانيز كان واضحاً، حيث صرّح قائلاً: «أفاد السيد ألبانيز مراراً وتكراراً إن قضية أسانج طال أمدها لفترة طويلة جداً وليس هناك ما يمكن كسبه من استمرار سجنه». وأضاف أن الحكومة الأسترالية تقدم المساعدة القنصلية لمواطنها.

يُجدر بالذكر أنه قد تم توجيه 17 تهمة إلى أسانج بالتجسس وتهمة واحدة تتعلق بإساءة استخدام الحاسوب بسبب نشر موقعه على الإنترنت مجموعة من الوثائق الأمريكية السرية قبل قرابة 15 عاماً. وكان موقع ويكيليكس قد نشر مئات الآلاف من الوثائق العسكرية الأميركية السرية حول حربي واشنطن في أفغانستان والعراق، في واحدة من أكبر الاختراقات الأمنية في التاريخ العسكري الأمريكي، إلى جانب عدد هائل من البرقيات الدبلوماسية. وفي أبريل 2010، نشر الموقع مقطع فيديو سرياً يظهر هجوماً بطائرة هليكوبتر أمريكية عام 2007 أدى إلى مقتل أكثر من عشرة أشخاص في العاصمة العراقية بغداد، بينهم اثنان من صحافيي وكالة Reuters الإخبارية.

وأثارت التهم الموجهة إلى أسانج غضباً بين العديد من مؤيديه في العالم، والذين جادلوا منذ فترة طويلة بأن أسانج بصفته ناشراً على ويكيليكس، لا ينبغي أن يواجه اتهامات تستخدم عادةً ضد موظفي الحكومة الفدرالية الذين يسرقون المعلومات أو يسربونها.

وتم القبض على أسانج لأول مرة في بريطانيا عام 2010 بموجب مذكرة اعتقال أوروبية، بعد أن قالت السلطات السويدية إنها تريد استجوابه بشأن مزاعم ارتكاب جرائم جنسية، تم إسقاطها لاحقاً. وفرّ أسانج إلى سفارة الإكوادور عام 2012 بعد فترة من التواري، حيث مكث 7 سنوات لتجنب تسليمه إلى السويد. لكن وفي عام 2019 قرر رئيس الإكوادور حينها طرد أسانج من سفارة بلاده في لندن، حيث سرعان ما تعرض للسجن بسبب الهروب من الكفالة، ودخل في صراع قضائي حول تسليمه للولايات المتحدة من عدمه.

شارك المحتوى |
close icon