بعد عقدين من التحسن المستمر، انحدر أداء معالجات الحواسيب في عام 2024

⬤ سجلت PassMark أول انخفاض سنوي في أداء معالجات الحواسيب المكتبية والمحمولة بعد عشرين عاماً من التصاعد.

⬤ تراجع أداء معالجات الحواسيب المحمولة بنسبة 3.4% والمكتبية بنسبة 0.5% وفقاً لآخر اختبارات عام 2025.

⬤ يُرجع الخبراء أسباب التراجع إلى استقرار أداء المعالجات الرائدة، وارتفاع التكاليف، وتأثير Windows 11 على الأداء.

للمرة الأولى منذ عشرين عاماً، سجلت PassMark، الشركة الرائدة في تطوير برمجيات قياس الأداء، انخفاضاً سنوياً مفاجئاً في متوسط أداء المعالجات لكل من أجهزة الحواسيب المكتبية والمحمولة.

خوضاً في التفاصيل، وفقاً لأحدث بيانات PassMark المجمّعة من اختبارات أجهزة Windows حول العالم، شهدت معالجات الحواسيب المحمولة الانخفاض الأكبر، فتراجع متوسط نقاط الاختبار بنسبة 3.4% على أساس سنوي. ففي 2024، بلغ متوسط الأداء 14,632 نقطة استناداً إلى 101,316 عينة، بينما انخفض في 2025 إلى 14,130 نقطة عن 25,541 عينة. في حين تأثرت معالجات الحواسيب المكتبية بشكل أقل، مسجلة انخفاضاً طفيفاً بنسبة 0.5%، بتراجع متوسط الأداء من 26,436 نقطة في 2024 إلى 26,311 نقطة في 2025.

PassMark - Year on Year Performance 2

يخالف هذا التراجع الاتجاه التصاعدي الثابت لأداء المعالجات خلال العقدين الماضيين. ففي عام 2020، ورغم استقرار أداء الحواسيب المحمولة، واصلت معالجات الحواسيب المكتبية تحقيق نمو ملحوظ.

يرجح بعض الخبراء أن يكون هذا التراجع نتيجة لحالة من الاستقرار في أداء المعالجات الرائدة. حيث تشير بيانات PassMark إلى أن معالجات الحواسيب المكتبية والمحمولة لم تشهد تحسناً كبيراً في نتائج الاختبارات خلال السنوات الثلاث الماضية، بعد فترة شهدت قفزات كبيرة في الأداء، مثل ارتفاع أداء معالجات الحواسيب المكتبية بنسبة 58.6% في عام 2023 مع إطلاق AMD Ryzen Threadripper Pro 7995WX، وزيادة أداء معالجات الحواسيب المحمولة بنسبة 69.9% بفضل معالج AMD Ryzen 9 7945HX3D. ورغم الإصدارات الحديثة من AMD وIntel وQualcomm، لم تحقق هذه الشرائح الجديدة الزيادات المتوقعة في الأداء.

مواضيع مشابهة

تشير PassMark إلى أن تبدلات سلوك المستهلك قد تكون من العوامل المساهمة في هذا التراجع، بفعل ارتفاع التكاليف عموماً، وتوجه المستهلكين لشراء أنظمة أقل تكلفة أداء عند ترقية أجهزتهم.

بالإضافة إلى ذلك، فمع اقتراب انتهاء دعم Windows 10 في أكتوبر 2025، قد يكون الانتقال إلى Windows 11 أحد العوامل المؤثرة في هذا التراجع. إذ أن الأخير معروف بتأثيره السلبي على أداء الأنظمة، خصوصاً في الألعاب، بسبب مشكلات التوافق وتأخر التحديثات الضرورية من Intel وAMD.

إلى جانب ذلك، قد يعكس التراجع في الأداء تغيرات أوسع في هندسة المعالجات وتفاعلها مع البرمجيات. فقد أدى قرار Intel بالتخلي عن ميزة Hyper-Threading لصالح أنوية أقوى إلى انخفاض نتائج الاختبارات في المهام التي تعتمد على تعدد المسارات. وفي الوقت ذاته، لا يزال معالج AMD Ryzen Threadripper Pro 7995WX، الذي تم إصداره قبل عامين، يتصدر قائمة الأداء، حيث لم تتمكن أي من الشرائح الجديدة من AMD أو Intel من تجاوزه.

PassMark - Year on Year Performance

كما طرحت PassMark احتمال أن يكون تراجع الأداء ناجماً عن عوامل شتى ذات صلة بالبرامج، وتقر بأن اختباراتها قد تتفاعل بشكل غير معتاد مع أحدث إصدارات Windows 11، مما قد يؤثر على النتائج.

رغم القلق الذي يثيره تراجع أداء المعالجات، لا يزال 2025 في بدايته. ومع قيام المزيد من المستهلكين بترقية أجهزتهم وتشغيل الاختبارات خلال العام، قد تستقر البيانات وتعكس أداء الشرائح الحديثة أو المرتقبة. ومن جانب آخر، قد يكون هذا علامة على مرحلة جديدة من استقرار الأداء، أو إيذاناً بتطور نوعي غير واضح المعالم في تقنيات الحوسبة.

شارك المحتوى |
close icon