ما هي بطاقات الرسوميات الخارجية (External GPU)؟ كيف تعمل وهل هي مفيدة؟
عندما ظهرت اللابتوبات للمرة الأولى قبل عقود، كانت مجرد إصدارات أقل قوة من نظيرتها المكتبية مع أوزان كبيرة وحياة بطارية قصيرة للغاية. لكن مع الوقت تغير الامر تدريجياً وباتت اللابتوبات الحالية كافية لاستخدام الحاسوب المكتبي معظم الوقت مع وزن خفيف جداً وحياة بطارية تمتد لوقت طويل. لكن أمراً واحداً بقي مشكلة فيها، وربما تكون بطاقات الرسوميات الخارجية هي الحل الذي ينتظره البعض.
بينما أثبتت اللابتوبات تفوقها في الكثير من الاستخدامات وبالأخص في المجال التعليمي وقطاع الأعمال، فقد بقي الأمر صعباً في مجالين أساسيين: مونتاج الفيديو من جهة، والألعاب الحديثة ذات المتطلبات العالية. حيث أن كلاً من المجالين يعتمدان على بطاقات الرسوميات إلى حد بعيد، ومع أن تطور بطاقات الرسوميات المتاحة للابتوبات كان مثيراً للإعجاب دون شك، فهو ليس كافياً حقاً لجعل هذين المجالين مناسبين بشكل حقيقي للابتوبات إلا في حال أردت صرف الكثير من المال على لابتوب يقدم أداء أضعف مع حياة بطارية قصيرة للغاية.
في هذا الموضوع سنتناول فكرة بطاقات الرسوميات الخارجية، من أين بدأت وكيف؟ وكيف باتت تعمل اليوم، والأهم ربما: هل من المنطقي أن تستثمر مالك للحصول على بطاقة رسوميات خارجية؟
ما هي بطاقات الرسوميات الخارجية؟
مع كون اللابتوبات تمتلك العديد من المحدوديات من جيث الطاقة المتاحة في البطارية وقدرة التبريد ضمن هيكل صغير نسبياً، فقد بقيت بطاقات الرسوميات الخاصة بها ضعيفة نسبياً. فالكثير من اللابتوبات اليوم تأتي دون بطاقة رسوميات مستقلة أصلاً، أو ببطاقة رسوميات مخصصة للحواسيب المحمولة مع قدرات أدنى بكثير من نظيرتها الخاصة بالحواسيب المكتبية. وحتى في الحالات القليلة التي تضمن فيها بطاقات رسوميات قوية في اللابتوبات عادة ما تقف المشاكل الحرارية ومشاكل الطاقة كعائق أمام ذلك.
من حيث المبدأ تطلق تسمية بطاقات الرسوميات الخارجية (External GPU) أو eGPU اختصاراً، على أداة مصممة لحل مشكلة ضعف معالجات الرسوميات للابتوبات. وهذه الأداة هي هيكل خارجي يتضمن وحدة تزويد بالطاقة (تحتاج لكابل موصول بالكهرباء) وشريحة إلكترونية مع منفذ PCIe يتيح وصل بطاقة رسوميات عالية الأداء والاستفادة من أدائها في الحاسوب المحمول.
بدأ الأمر من محاولات من مستخدمين مستقلين مع الحاجة لفك اللابتوبات واستخدام العديد من الطرق الملتوية، لكن حالياً بات الأمر أبسط بكثير: تشتري بطاقة رسوميات قوية، تضعها ضمن هيكل حاضن هو ما يسمى ببطاقة الرسوميات الخارجية، ومن ثم تصل الهيكل الخارجي مع اللابتوب عبر USB-C (بشرط دعم المنفذ لتقنية Thunderbolt 3).
حالياً لا تباع بطاقات الرسوميات الخارجية كأداة متكاملة حقاً، بل أن ما يباع هو الهيكل الخارجي فقط، ومن المتوقع من المستخدم تأمين بطاقة الرسوميات التي يريد استخدامها بنفسه. لذا من المهم الانتباه إلى هذا الأمر عند النظر إلى الأسعار، فهي لا تشمل سعر بطاقة رسوميات حقاً.
اقرأ أيضاً: كيف تختار بطاقة الرسوميات المناسبة لك
كيف تطورت بطاقات الرسوميات الخارجية؟
نتيجة محدوديات اللابتوبات أدركت الكثير من الشركات المصنعة أن هناك سوقاً محتملاً لإكسسوارات إضافية تتيح للابتوب استخدام بطاقة رسوبات احترافية قوية على اللابتوب، وذلك بجعل بطاقة الرسوميات مربوطة بوحدة طاقة مستقلة وموصولة خارجياً مع اللابتوب بأشكال متعددة.
في البداية كانت الشركات تعمل على وحدات خارجية تتصل عبر منافذ مخصصة مصممة لكل شركة على حدة، وبالنتيجة كان من الضروري الحصول على لابتوبات محددة من قائمة قصيرة مدعومة، ولا يمكن استخدام سوى طرازات محدودة من بطاقات الرسوميات الخارجية معها.
كانت المشكلة في البداية هي أن بطاقات الرسوميات عادة ما تحتاج للاتصال عبر منافذ PCIe عالية السرعة لتتمكن من العمل، وفي الحواسيب المحمولة هذه المنافذ محدودة أصلاً وفي حال وجود أية منافذ متاحة للاستخدام كان من الضروري فك اللابتوب للوصول إلى هذه المنافذ أصلاً.
أتى الحل على شكل تقنية Thunderbolt 3 التي تستخدم منفذ USB-C خارجياً، وتتيح اتصالاً مع منافذ PCIe داخل اللابتوب، وبالتالي بدأت الشركات بصنع هياكل خارجية تتيح إضافة بطاقة رسوميات عالية الأداء مثل Nvidia RTX 2080 Ti مثلاً، ومن ثم وصل الهيكل الخارجي مع اللابتوب ببساطة عبر منفذ USB-C يدعم تقنية Thunderbolt 3.
اقرأ أيضاً: بطاقات الرسوميات المستعملة تغزو الأسواق بعد إعلان الجيل الجديد من GeForce RTX
هل تقدم بطاقات الرسوميات الخارجية فائدة حقيقية؟
بطبيعة الحال سيكون هناك فقد دائم في الأداء نتيجة اعتماد بطاقات الرسوميات الخارجية على منفذ USB-C، فبدلاً من اتصال بطاقة الرسوميات باللوحة الأم مباشرة، سيكون هناك مرحلتا اتصال إضافيتين: مع منفذ PCIe أولاً، وعبر USB-C مجدداً. لكن حتى ومع هذا الفقد هناك تحسن كبير وواضح في الأداء بشرط استخدام بطاقة رسوميات جيدة بالطبع، فاستخدام بطاقة رسوميات قديمة للغاية لن يكون مفيداً حقاً إن كانت أضعف من تلك الموجودة في اللابتوب نفسه.
بالطبع من المهم التذكير بأن أداء اللابتوب ليس مرتبطاً ببطاقة الرسوميات فقط، فحتى مع أفضل بطاقة رسوميات موجودة في السوق لن تصبح الأمور أفضل إن كان اللابتوب يستخدم معالجاً ضعيفاً أو قرصاً صلباً بدلاً من وحدة تخزين SSD. لذا من المهم معرفة هذه المحدوديات واستخدام بطاقات الرسوميات الخارجية مع لابتوب يستفيد حقاً منها وليس مقيد الأداء نتيجة عوامل أخرى.
يجب ذكر أن بطاقات الرسوميات الخارجية لا تمتلك دعماً كاملاً كذلك، بل يجب أن تقوم بالبحث بنفسك للتأكد من أن لابتوبك يدعم استخدام بطاقة رسوميات خارجية أصلاً، كما يجب أن تتأكد من أن الهيكل الخارجي الذي تشتريه يدعم بطاقة الرسوميات التي تريدها، حيث أن بعض البطاقات قد لا تكون مدعومة بسبب متطلبات الطاقة أو التبريد أو الحجم الكبير حتى.
هل يستحق الأمر شراء بطاقات الرسوميات الخارجية؟
يعتمد الأمر على استخداماتك بالدرجة الأولى هنا، فبالنسبة لحيز صغير من المستخدمين: محبي الألعاب أو العاملين بمونتاج الفيديو قد يكون الأمر فكرة جيدة، حيث يسمح ذلك بالحصول على لابتوب خفيف الوزن ونحيف مثلاً، وعند الحاجة وصل بطاقة الرسوميات الخارجية لأداء مهام محددة في العمل أو في المنزل ربما، بينما يبقى اللابتوب خفيفاً وقابلاً للحمل إلى الأماكن الأخرى دون مشاكل أو عوائق.
بالنسبة للمستخدم العادي يصبح الأمر معقداً أكثر، وبالأخص عند أخذ السعر الباهظ لبطاقات الرسوميات الخارجية اليوم. حيث من المعتاد أن يكلف الهيكل الخارجي وحده حوالي 600 دولار أمريكي أو أكثر حتى، مما يجعل فكرة بناء حاسوب مكتبي إضافي ووضع بطاقة الرسوميات ضمنه فكرة مغرية أكثر ربما. وحتى أن ترقية اللابتوب الحالي قد تكون فكرة أفضل كون استخدام بطاقة رسوميات خارجية من الفئة العليا قد يكلفك حوالي 1300 دولار أمريكي بسهولة، بل أن التكلفة قد تصل إلى 2000 دولار لبطاقة رسوميات من الفئة الأعلى.
على الرغم من أن بطاقات الرسوميات الخارجية مغرية للغاية كفكرة، فالواقع هو أن التطبيق يبدو قصة أخرى. حيث أن بطاقات الرسوميات الخارجية لا تزال مجالاً محدوداً للغاية، وفي معظم الحالات أبدى المستخدمون استيائهم من أن تحسن الأداء لم يكن مناسباً حقاً للسعر الباهظ المدفوع لقائها. في المستقبل ربما يصبح الأمر أفضل مع تقديم حلول أرخص وأصغر حجماً وأخف وزناً، لكن في الوقت الحالي لا تبدو فكرة شراء بطاقة رسوميات خارجية مناسبة أبداً.