المنظمة المسؤولة عن «الباركود» تعلن نهايته وتخطط لاستبداله خلال عامين
⬤ أعلنت منظمة GS1 العالمية عن مبادرة لاستبدال رموز باركود التقليدية في المجال التجاري قبل نهاية عام 2027.
⬤ تم ابتكار الباركود عام 1949، ولا يزال من أكثر طرق الوسم استخداماً وتمييزاً اليوم رغم كونه محدود التخزين.
⬤ بديل الباركود هو رموز الاستجابة السريعة (QR) المنتشرة حالياً والتي تتيح كثافة بيانات أعلى بكثير من سلفها.
بعد أكثر من نصف قرن على استخدامها و75 عام على ابتكارها، يبدو أن عهد الباركود ذو الخطوط البيضاء والسوداء الشهيرة يقترب من نهايته. إذ أعلنت GS1، وهي منظمة دولية غير ربحية تتولى الإشراف على المعايير العالمية لمعرفات مشاركة المعلومات التجارية، أن بديلاً أكثر قوة سيصبح متاحاً وقابلاً للقراءة لدى جميع تجار التجزئة حول العالم خلال العامين المقبلين، من خلال مبادرتها الأخيرة التي تستهدف فيها تكريس الأكواد الجديدة ثنائية الأبعاد، ومن أمثلتها أكواد الاستجابة السريعة (QR) المعروفة.
ستتكفل الأكواد الجديدة بتقديم تجربة أكثر إفادة بالمقارنة مع الجيل السابق، إذ ستتضمن أشياء مثل تواريخ انتهاء الصلاحية، وتعليمات المنتجات، والمكونات، والمسببات المحتملة للحساسية، وتفاصيل إعادة التدوير، والممارسات البيئية الموصى بها، إلى جانب الأسعار، وفقاً لما ذكرته GS1.
لكن في المقابل، ستشكل هذه الأكواد الجديدة تحدياً أكبر للبنية التحتية للحوسبة السحابية العالمية، مع حاجتها لتخزين كل تلك البيانات الإضافية، بما قد يؤدي إلى زيادة البصمة الكربونية.
من منظور آخر، تمتاز أكواد QR بقدرتها على تخزين المعلومات في عدة مواقع داخل الصورة نفسها، أي أن الانحناءات الطفيفة في العبوة لا تعيق قراءتها بواسطة الماسحات الضوئية. أما مع الباركود التقليدي، فمن شأن فقدان خط واحد فقط من خطوطه أو تلف غلاف العبوة أن يؤدي إلى عدم قدرة القارئ على تسجيله.
يعود تاريخ قراءة أول باركود إلى يونيو 1974 في أحد متاجر أوهايو بالولايات المتحدة، وقد تم اختراعه على يدي نورمان جوزيف وودلاند رفقة برنارد سيلفر، عام 1949 مع حصولهما على براءة الاختراع لاحقاً في عام 1952. أما بالنسبة لرموز الاستجابة السريعة، QR، فقد وصلت متأخرة إلى الساحة عندما قدمتها شركة Denso Wave لأول مرة عام 1994.
بالحديث عن بعض الأمثلة العملية، عمدت شركة Coca-Cola لاستخدام الجيل الجديد من الأكواد في بعض مناطق أمريكا اللاتينية على الزجاجات القابلة لإعادة التعبئة، إذ تتيح أكواد QR في مثل هذه الحالات تتبع عدد مرات إعادة التعبئة، لضمان استيفاء الحد المطلوب البالغ 25 مرة، قبل إعادة التدوير. وفي أستراليا، أفادت سلسلة متاجر Woolworths بأنها نجحت في تقليل هدر الطعام بنسبة تصل إلى 40% في بعض المناطق بفضل مساعدة هذه الأكواد في تحديد المنتجات الموشكة على انتهاء صلاحيتها وتقديم تخفيضات أكثر كفاءة.
في سياق آخر، فرغم الحديث عن قرب نهاية الباركود التقليدي المخطط، يرى بعض الخبراء مبالغة في هذه التوقعات؛ ذلك أن العديد من المنتجات غير الغذائية لا تتطلب تواريخ انتهاء صلاحية مثلاً، وليست بحاجة إلى الأكواد الجديدة. كما أن تعديل تصميم العبوات لتشمل هذه الأكواد يمثل تكلفة إضافية.
بطبيعة الحال، ليس من المتوقع أن يختفي الباركود التقليدي تماماً في أي وقت قريب، إنما سيستمر في التداول والاستخدام في مجالات مثل التخزين، والتصنيع، وسائر العمليات المعتمد فيها منذ سنوات طويلة. فضلاً عن ذلك، ليس التوجه نحو الاستبدال والتحديث بالجديد تماماً، إنما يرجع لفترة من الزمن، وقد سرعت جائحة COVID-19 الأخيرة من وتيرته.