لا شك في أن الابتكار يُعدّ من أبرز المحركات الدافعة لعجلات التقدّم، فهو يدفع المجتمعات إلى الأمام ويشكّل المستقبل بطرق مهمة، لذلك فإن البحث المستمر عن إجراءات وأساليب وتقنيات جديدة للتصدي للتحديات الحالية وتمهيد الطريق أمام قدرات لم تكن موجودة في السابق، يظل أمراً أساسياً لتمكين الابتكار الذي يعزز التقدم المجتمعي، ويولد عوامل التنمية الاقتصادية، ويشجّع ثقافة التحسين المستمر.
وعند تطبيق هذا الأمر على عالم المراسلة الفورية، تتضح لنا أهمية الابتكار في إجراء محادثات مع الأصدقاء، أو عند عقد اجتماع عمل مهم، إذ تشكل منصات المراسلة الفورية طريقة رقمية تجمع الأشخاص معاً للتواصل والتنسيق والتعاون، ما يجعل الابتكار في هذه التطبيقات العامل الفاصل لتمييز الاستثنائي عن الاعتيادي، وتحديد الأكثر تطوراً، مثل التطبيق “إيمو” imo، عن تلك التطبيقات الأخرى.
قيمة التواصل السلس
نشهد من وقت لآخر في أثناء إجراء المحادثات الصوتية أو عبر الفيديو تقطّع صوتنا، أو توقفاً مفاجئاً في المكالمة، أو طغيان الضوضاء في الخلفية على سير نقاش حول عرض توضيحي يجري تقديمه. وتحدث لحظات الإحباط هذه تأثير سلبيًا في قيمة التواصل والمحادثة ومستويات إنتاجيتنا، وقد تؤدّي، بالرغم من أنها قد تبدو بسيطة، إلى شعور البعض بالانفصال عن الآخرين، جرّاء سوء الفهم ونقص المعلومات، وهنا تكمن ضرورة الحرص على الابتكار في مجال المراسلة الفورية.
ولا يتوقف الابتكار عند حدود إضافة مزايا جديدة، كالفلاتر والملصقات التي لا شك بأنها جميلة ومسلية، لكنه يتعداه إلى النظر نحو المسألة نظرة أوسع لضمان احتلال صدارة المشهد من خلال القدرة على تلبية احتياجات المستخدمين المتغيرة، وتوسعة حدود التقنية لتقديم اتصال متقن واستثنائي يكون جديراً بالثقة.
تخيل محادثة يُسمع فيها صوتك بجودة طبيعية ووضح تام، كما لو كنت حاضراً بشخصك في الغرفة نفسها مع الطرف الآخر من المحادثة، وأياً كانت المسافة بينكما. تصوّر أيضًا ألا تضطر إلى بذل محاولات لفهم الكلمات التي تبدو غامضة بسبب «تقطّع» المحادثة أو أن تسعى جاهداً لفهم ما يقوله الطرف الآخر وسط ضوضاء ما في الخلفية. هنا تتمثل قوة خوارزميات الترميز الصوتي المتقدمة، وجودة تقنية إلغاء الضوضاء، والتخفيف الفعال من حدة المشكلات المتعلقة بضعف الشبكة.
قد يُحدث الضعفُ في جودة الصورة والصوت، بجانب انخفاض معدل إطارات الفيديو في الثانية، تأثيراً سلبياً ملموساً في المحادثات التي تعد وسيلة مهمة في اتباعنا نموذج العمل والتعليم عن بُعد، وحتى في التواصل الاجتماعي. إن عوامل مهمة مثل الفيديو عالي الدقة وعرض النطاق الترددي الفوري المحسن والمعالجة الصوتية المتقدمة، لديها القدرة على تحسين الطريقة التي نتواصل بها عن بُعد والارتقاء بها كثيرًا. تخيل البهجة الكامنة في أن تلاحظ جميع الصفات الدقيقة في وجه أحبابك أثناء محادثتك مع أحدهم، أو أن تستمتع بالتأثير الكامل لأحد العروض التقديمية.
ما أسباب مواصلة الابتكار؟
نظراً للتوافر الواسع لاتصال الإنترنت السريع، بالإضافة لوفرة الأجهزة القوية من حواسيب محمولة ولوحية وهواتف ذكية، لا يتوقع المرء من تطبيقات المراسلة الفورية إلا أن تكون وسيلة لتيسير التواصل السلس مع الآخرين. لكن الوضع على أرض الواقع مختلف، إذ قد يبدو إجراء محادثة بصوت نقي وفيديو عالي الوضوح مسعىً ليس له نهاية.
بالرغم من ذلك، يتسم مشهد خدمات المراسلة الفورية بالتنافسية الشديدة، إذ يشهد نشوء منصات جديدة من حين لآخر، ما يعني أن من لا يستمر في الابتكار من الجهات التي تقف وراء تلك الخدمات سوف يتعرض لخطر الإقصاء من المنافسة في السوق. وإذا سُقنا تطبيق المراسلة الفورية الشهير «إيمو» imo، مثلاً، نجد أنه قد أحدث وقعاً كبيراً عندما قدّم محادثات الفيديو بدقة عالية تبلغ 2K على هواتف iPhone 11 والإصدارات الأحدث. لقد تفوق «إيمو» imo بهذه الميزة على كل من التطبيقين WhatsApp الذي تصل دقة محادثات الفيديو فيه إلى 720p، وTelegram، الذي تبلغ دقة المحادثة فيه 1080p. وقد استطاع «إيمو» imo، بفضل إمكانياته المتميزة في محادثات الفيديو، أن يرسي معايير جديدة في هذا المجال. فعلاوة على تفوقه بجودة الفيديو، جعل «إيمو» imo المكالمات أكثر سلاسة من نظيره WhatsApp، بفضل معدل التقطه (stuttering) الذي يقترب من الصفر (0.23%)، مقارنة بـ 6% في WhatsApp، فضلاً عن معدل إطارات أعلى يبلغ 15.33 إطاراً في الثانية مقابل 12.67 إطاراً في الثانية لدى التطبيق الآخر، وهو ما يجعل «إيمو» imo يقدم أداء فائقاً عند مستوى الدقة نفسها.
لكن مع كل التقدم التقني، ما زالت هناك عوامل تعيق إقامة تواصل متقن، فحقيقة أن اتصالات الإنترنت نفسها تختلف في الجودة والسرعة بين مناطق العالم تظل إحدى أكبر العقبات. ويمكن أن يؤدي التفاوت في البنية التحتية للإنترنت بين المناطق حول العالم إلى حدوث انقطاع متكرر للمحادثات، وتأخر في الفيديو، وتشويه في الصوت، ما قد يُضعف الجودة الشاملة للاتصالات.
وفيما يتعلق بالمكالمات الصوتية التي تجرى على الأجهزة المحمولة، يَظهر تفوق المحادثات الصوتية عبر «إيمو» imo، نظرًا لأنها تتيح مستوى فائقًا من الاستقرار وتجربة صوتية بجودة لا مثيل لها.
وتظهر نتائج الاختبارات أن «إيمو» imo يتفوق باستمرار على WhatsApp الذي طورته شركة Meta من ناحية جودة الصوت، أما من ناحية زمن الاستجابة، أو ما يُعرف بالكُمون، نجد أن «إيمو» imo يتفوق على WhatsApp بزمن استجابة شامل أقل يبلغ 460 مللي ثانية مقارنة بزمن الاستجابة في “واتساب” البالغ 514 مللي ثانية. بالإضافة إلى ذلك، يتميز «إيمو» بمتوسط نقاط رأي (MOS) أعلى ويتيح جودة صوت أكثر استقراراً.
بالمقارنة مع WhatsApp، يُظهر «إيمو» imo مرونة شبكية فائقة، وقدرة فعالة على معالجة مشكلات الاتصال، ما يمكّنه من العمل بطريقة أكثر سلاسة حتى في الشبكات الضعيفة؛ إذ يرتفع زمن الاستجابة الذي يمكن للتطبيق العمل ضمنه ليصل إلى 1500 مللي ثانية، مقابل 800 مللي ثانية فقط في WhatsApp، في حين بإمكانه العمل ضمن سرعة تقل حتى 70 كيلوبت في الثانية، مقابل 100 كيلوبت في الثانية، والعمل عند حد فقدان لحزمة البيانات قدره 60%، في مقابل 25% فقط في WhatsApp.
ومع الأخذ بالاعتبار مزايا التطبيق الإضافية التي تحسّن جودة مكالمات الصوت والفيديو، يتضح كيف يستطيع تطبيق المراسلة الفورية الذي يركّز على الابتكار أن يحدث فرقاً قد يتمثل في تحسين كل محادثة، إذ يستخدم «إيمو» imo تقنيات متطورة مثل إلغاء الضوضاء (Zero Noise) للتخلص من ضوضاء الخلفية و«الإضاءة» (Light) لتحسين جودة الصورة كثيراً في ظروف الضوء الضعيف.
إن الابتكار كفيل بدفع عجلات التطور المستمر لتطبيقات المراسلة الفورية وجعلها تلبي احتياجات استخداماتها الضرورية بطريقة ملائمة في عالم الاتصالات الرقمية دائم التغير، فبدءاً من تقديم مزايا جديدة ووصولاً إلى تحسين جودة المكالمات وتنفيذ خوارزميات التشفير المتقدمة لزيادة الأمن، تستمر هذه التطبيقات في التكيف والتحسن، فالمسألة برمتها لا تتعلق سوى بإنشاء اتصالات وثيقة، والتغلب على بُعد المسافات، والحرص على تكون التقنيات الحديثة عوناً لنا لا عائق أمام حياتنا.