ما هو أول هاتف يمتلك كاميرا؟ القصة أعقد بقليل من المتوقع
من السهل اليوم ملاحظة أن الهواتف تترافق مع الكاميرات دائماً، وفكرة وجود هاتف دون كاميرا لم تعد منطقية في عالم تعد فيه الهواتف وسيلة التصوير الأكثر شيوعاً متفوقة على الكاميرات العادية والاحترافية منذ سنوات عديدة. لكن ومع أن تطور كاميرات الهواتف يسير منذ عقدين من الزمن الآن، فالأمور لم تكن كذلك دائماً، وفي وقت ما كان من الضروري أن يتم الانتقال الكبير وإضافة الكاميرا إلى الهاتف للمرة الأولى.
نظرياً يفترض أن يكون جواب سؤال: ما هو أول هاتف مع كاميرا سهلاً للغاية، لكن الأمور ليست كذلك هنا لسبب أساسي: اختلاف تعريف الهاتف ذي الكاميرا. ووفق التعريفات المختلفة هناك عدة اختيارات ممكنة في الواقع ولو أن بعضها منطقي أكثر من سواه، وسنبدأ من الخيار الأقدم بالطبع.
النموذج الأولي لهاتف مع كاميرا – عام 1997
ظهر هذا الهاتف للوجود عندما أراد مهندس ومخترع فرنسي باسم Philippe Khan أن يلتقط صوراً لطفلته حديثة الولادة ويشاركها بسرعة كبيرة. حيث كان Khan يود القيام بالأمر قبل أن تولد ابنته، لذا عمل على دمج عدة أجهزة إلكترونية معاً: هاتف من موديل Motorola StarTAC وكاميرا رقمية Casio QV-10 ولابتوب.
حيث قام Khan بتصميم وصلات وبرمجيات تستخدم الأجهزة معاً بحيث تتصل الكاميرا مع الهاتف عبر اللابتوب، وكانت الغاية هي جعل الهاتف قادراً على التقاط الصور ومشاركتها بشكل سريع عبر الشبكات، وفي عام 1997 نجح ذلك حقاً وقام Khan بمشاركة صور طفلته مع حوالي 2000 شخص بسرعة.
أول هاتف يمتلك كاميرا – عام 1999
وفق الادعاء، فقد كانت شركة Kyocera اليابانية هي أول شركة تصدر هاتفاً مع كاميرا على الإطلاق، حيث تم الكشف عن هاتفها VP-210 عام 1999 وظهر في العديد من التقارير الإعلامية، حيث كان الهاتف يمتلك كاميرا أمامية كبيرة تظهر في أعلى هيكله، وحتى أنه كان يتضمن مسنداً خلفياً يسمح بإيقاف الهاتف باستقرار ليتمكن المستخدمون من التقاط الصور لأنفسهم.
كان الهاتف يمتلك كاميرا رقمية بدقة منخفضة للغاية: 0.11 ميجا بكسل فقط، وحتى مع تلك الدقة المنخفضة لم تكن ذاكرة الهاتف تكفي لتخزين سوى 20 صورة فقط، وتم طرح الهاتف للبيع مقابل ما يعادل 325 دولار أمريكي حينها، وبمعايير ذلك الوقت كان السعر مرتفعاً للغاية دون شك.
المشكلة الوحيدة في اعتبار هذا الهاتف كأول هاتف كاميرا في العالم هي أن كلاً من خاصيتي الهاتف والكاميرا منفصلتان تماماً، ومع أن الهاتف يستطيع التقاط الصور، فهو عاجز عن إرسالها والاستفادة منها، وللقيام بذلك يجب وصل الهاتف بحاسوب واستخراج الصور منه أولاً، لذا وفي حال كان المعيار الأساسي هو اندماج برمجيات الهاتف والكاميرا معاً، فهذا الخيار خارج التحدي.
أول هاتف كاميرا يدمج الميزتين – عام 2000
بعد عام من هاتف كيوسيرا، صدر الهاتف المتعارف عليه على أنه أول هاتف كاميرا بشكل حقيقي: Sharp J-SH04 وذلك من شركة يابانية أخرى. هذه المرة كان هناك كاميرا بنفس الدقة في الواقع: 0.11 ميجا بكسل، لكنها كانت موجهة للخلف كما بات اعتيادياً في جميع الهواتف التالية.
وهذه المرة تم إدماج ميزة الكاميرا مع الهاتف بحيث كان الهاتف قادراً على التقاط الصور ومن ثم إرسالها عبر البريد الإلكتروني، والمثير للاهتمام هو أن هذه الميزة استفادت من خدمات شركة باسم LightSurf، وكان مؤسس ومدير تلك الشركة هو Philippe Khan الذي دمج هاتفاً وكاميرا رقمية معاً.
مواضيع قد تهمك:
- سامسونج ستتعاون مع أوليمبوس لصنع حساسات كاميرات جديدة كلياً
- نتوء الكاميرا سيصبح من الماضي بفضل تقنية عدسات قادمة قريباً
- كيف يمكن أن تعمل كاميرا تحت الشاشة؟ وهل هي المستقبل حقاً؟
مستقبل يعج بالتصوير وكاميرات الهواتف
في السنوات الأولى من وجود كاميرات الهواتف، كانت دقة وجودة الصور منخفضة للغاية وسيئة بشكل متوقع، ومع أنها كانت كافية لبعض التذكارات السريعة، فقد كانت لا تزال بعيدة عن أن تصبح قابلة للتفوق على الكاميرات الرقمية من حيث الجاذبية. لكن الأمور تغيرت بعد بضعة سنوات فقط، وبحلول عام 2006 كان عالم التقني قد وصل إلى كاميرات هواتف متقدمة تتضمن التركيز التلقائي ودقة جيدة مثل هاتف Nokia N73 على سبيل المثال.
اليوم عادت الكاميرات لتكون المجال الأساسي لتسويق الهواتف، حيث أن مختلف الهواتف تمتلك تصاميم أنيقة وقدرات معالجة جيدة كفاية وشاشات OLED رائعة، فيما هناك منافسة متزايدة على الكاميرات ومن يقدم تقنيات أحدث ضمنها سواء كانت أموراً مثل فتحات العدسة المتبدلة أو حساس الكاميرا المتحرك أو سواها، وبالطبع لا يمكن تجاوز كون هواتف اليوم لم تعد تكتفي بكاميرتين فقط، بل أن معظمها تتضمن 3 و4 وأكثر.