أكبر شركة لتصنيع السحابات في العالم تكشف عن سحّاب آلي يعمل بالتحكم عن بعد

⬤ كشفت شركة YKK عن نموذج أولي لسحاب آلي ذاتي الإغلاق يستهدف التطبيقات الصناعية والإنشائية.
⬤ نجح السحاب الجديد في إجراء تجارب عملية أظهر فيها قدرة عالية على التجميع والتحكم عن بعد بأمان.
⬤ رغم التحديات التقنية، لا تستبعد YKK لتطوير نسخ مصغرة مستقبلية لاستخدامات استهلاكية شتى.
على مدى عقود، ظل السحاب قطعة أساسية لم تتغير كثيراً رغم انتشارها الواسع في كل شيء، من سراويل الجينز إلى حقائب السفر. واليوم، تسعى شركة YKK، الرائدة عالمياً في صناعة أدوات الربط والتثبيت، إلى كسر هذا الجمود عبر كشفها عن نموذج أولي لسحاب آلي ذاتي الإغلاق.
أطلقت الشركة على ابتكارها اسم «السحاب ذاتي الدفع (self-propelled fastener)»، غير أن استخدامه في الملابس اليومية لا يزال بعيد المنال. إذ أن YKK، بالتعاون مع شركة Taiyo Kogyo المتخصصة في إنشاء الهياكل الغشائية الشدادة، تستهدف في المرحلة الأولى تطبيقات صناعية وإنشائية على نطاق واسع. وتتجسد الرؤية في توظيف هذه السحابات الآلية لتجميع الهياكل الضخمة كالمباني، والأسقف، والمظلات، والخيام الكبيرة المصنوعة من البلاستيك أو الأقمشة.
نجحت YKK في إجراء تجارب أثبتت قدرة السحاب الجديد على تثبيت ألواح ضخمة من المواد عن بعد وعلى ارتفاعات معتبرة. وفي إحداها، قام السحاب الآلي بربط قطعتين من القماش معاً، صاعداً إلى ارتفاع خمسة أمتار تقريباً خلال نحو 40 ثانية، ما يغني عن الحاجة إلى السلالم أو السقالات في مثل هذه العمليات. وفي تجربة أخرى، تمكن السحاب من إغلاق خيمة كبيرة بارتفاع 2.5 متر وعرض 4 أمتار، في غضون نحو 50 ثانية، وعبر التحكم عن بعد.
تكمن الفوائد المحتملة لهذه التقنية في تحسين معايير السلامة بالمواقع الصناعية، عبر تقليل الحاجة إلى وجود العمال في مواقع خطرة، فضلاً عن إمكانية خفض تكاليف البناء من خلال تعزيز الكفاءة.
آلية العمل والتحديات الراهنة
يعتمد السحاب الجديد في حركته على مسار من الأسنان المتشابكة التقليدية المألوفة، إلا أن آلية تشغيله تختلف جذرياً. إذ يأتي بحجم كبير، ويعتمد على محرك يقوم بتدوير ترس حلزوني لدفع السحاب على طول المسار.
حالياً، يحتاج الجهاز لمصدر طاقة سلكي ويعمل عبر جهاز تحكم عن بعد، ما يتيح الفتح والغلق من مسافات آمنة، وهو أمر مثالي للتركيبات المؤقتة. وتتطلب العملية تثبيت مسار السحاب يدوياً قبل أن يبدأ الجهاز عمله.
آفاق مستقبلية
رغم أن التركيز الحالي ينصب على الاستخدامات الصناعية، لا تستبعد YKK إمكانية تصغير حجم التقنية مستقبلاً، ودمج نسخة مصغرة منها في المنتجات الاستهلاكية. إلا أن هناك تحديات كبيرة في هذا المجال، ومنها الحاجة إلى مصدر للطاقة (بطارية على الأرجح)، بالإضافة إلى الاعتبارات المتعلقة بالسلامة.
رغم هذه العقبات، تبقى الفكرة واعدة، خاصة فيما يتعلق بمساعدة الأشخاص ذوي الإعاقات الحركية. ومع ذلك، يرى بعض الخبراء أن الحلول الحالية، مثل السحابات المغناطيسية التي طورتها YKK، قد تكون عملية أكثر في الوقت الراهن للملابس المخصصة لذوي الاحتياجات الخاصة. وبعيداً عن الملابس، قد تشمل الاستخدامات المحتملة الأخرى الخيام الخارجية، والأكياس، وحقائب السفر. إلى جانب فئات جديدة من المنتجات، مثل الستائر أو المظلات المؤقتة.
شركة YKK: العملاق الصامت في عالم أدوات الربط
قد لا يتردد اسم YKK كثيراً في الأحاديث اليومية، إلا أن حضورها أكبر مما يمكن تجاهله. إذ يكفي إلقاء نظرة سريعة على الجزء الخلفي لمعظم سحابات الملابس أو الحقائب لرؤية شعار الشركة محفوراً عليها. فضلاً عن أن منتجاتها مكون أساسي في الملابس الرياضية، ومعدات الحماية، ومقصورات السيارات، وغيرها.
في الفترة ما بين أبريل 2024 ومارس 2025 فقط، أعلنت الشركة عن بيع أكثر من 10 مليارات سحاب، وهو ما يكفي للدوران حول الكرة الأرضية 80 مرة.
لا يقتصر نشاط YKK على السحابات التقليدية، بل تواصل استكشاف ابتكارات جديدة في تقنيات أدوات الربط الحيوية، بما في ذلك المشابك المغناطيسية للسراويل، والسحابات المغناطيسية ذاتية المحاذاة، والأزرار، والأقفال البلاستيكية، والمثبتات اللاصقة.