6 نقاط تختصر مسيرة ياهو من قمة قطاع التقنية إلى الانهيار
في عام 1994 تأسست شركة Yahoo لتستغل الإقبال العالمي المتزايد على الإنترنت وتصفح الويب، حيث كانت مهمة الشركة أن تقدم منصة يمكن للمستخدمين الدخول إليها والوصول إلى المحتوى المتنوع والمختلف على الإنترنت في زمن لم تكن فيه محركات البحث حقيقة بعد. وفي ذلك الوقت كانت الشركة في القمة تماماً وحتى أنها نمت لتصبح قيمة رأس مالها السوقي أكثر من 100 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2000.
لكن وبينما استمرت معظم شركات التقنية وحتى شركات الإنترنت ذات المبدأ المثبت بالنجاح بعدها، فقد انهارت ياهو بقوة وبالوصول إلى عام 2017 تم بيع الشركة إلى عملاقة الاتصالات الأمريكية Verizon مقابل 4.5 مليار دولار فقط، أي أقل من 5% من قيمتها في فترتها الذهبية مطلع الألفية.
في هذا الموضوع سنقوم بتلخيص مسيرة ياهو من القمة في مطلع الألفية إلى أدنى فتراتها عندما تم الاستحواذ عليها من قبل Verizon وذلك ضمن 6 نقاط تلخص مسيرة الشركة وحياتها.
تضييع فرصة الاستحواذ على جوجل
في عام 2002 كان لدى شركة ياهو فرصة ذهبية للاستحواذ على شركة جوجل ومحرك بحثها الثوري تماماً مقابل مليار دولار أمريكي، لكن الشركة لم ترَ القيمة العملاقة للبحث وأرادت التركيز على تنمية طريقة عملها بإبقاء المستخدمين على موقعها لأطول وقت ممكن بدلاً من إعادة توجيههم فحسب.
بالنتيجة ماطلت إدارة ياهو بالصفقة بشكل كبير، وعندما قبلت بها أخيراً كانت جوجل قد غيرت رأيها وطلبت 3 مليارات دولار أمريكي وهو مبلغ رفضته ياهو بالطبع، ويمكن ملاحظة حجم الفرصة الضائعة هنا من أن شركة جوجل تمتلك رأس مال سوقي يزيد عن 1.5 ترليون دولار أمريكي.
إساءة إدارة فليكر (Flickr)
بالنسبة للكثير من اليافعين اليوم قد يبدو إنستجرام على أنه أول موقع كبير يركز على مشاركة الصور حقاً، لكن هذا ليس صحيحاً ولولا إساءة إدارة موقع فليكر من قبل شركة ياهو (بعدما استحوذت عليه) لكان مصير إنستجرام مختلفاً للغاية دون شك.
عندما استحوذت ياهو على فليكر كان الموقع ينمو بسرعة مع أعداد هائلة من الصور جعلته منصة مشاركة الصور الأولى في العالم، لكن ياهو أهملت مخططات مؤسسيه لتحويله إلى منصة تواصل اجتماعي والاستمرار بتنميته أكثر وأكثر. بالنتيجة فشل فليكر بالوصول إلى النجاح الهائل الذي كان ممكناً له وبدلاً منه لدينا اليوم إنستجرام.
تضييع فرصة الاستحواذ على فيس بوك
بشكل مشابه لتضيع فرصة شراء جوجل، حاولت ياهو شراء شركة فيس بوك التي كانت في طور بداية النمو عام 2006 بعدما ثبت وجود سوق هائل للتواصل الاجتماعي وإمكانية لتحقيق الربح منه. في حينها عرضت الشركة مليار دولار أمريكي مقابل الشركة، لكن مؤسسها مارك زوكربيرج رفض العرض.
لكن وفق المصادر فقد كان مجلس إدارة الشركة مستعداً لإرغام زوكربيرج على قبول العرض في حال تم رفع المبلغ إلى 1.1 مليار دولار أمريكي، وبالنظر إلى أن قيمة فيس بوك اليوم تزيد عن 800 مليار دولار فقد كان تضييع الصفقة خطأً شنيعاً.
رفض اتفاقية الاندماج مع مايكروسوفت
بالوصول إلى عام 2008 كانت شركة ياهو قد تجاوزت منذ مدة فترتها الذهبية وتسير بوضوح نحو الأسوأ، وفي حينها أتى ما يشبه حبل نجاة على شكل عرض للاندماج مع عملاقة التقنية مايكروسوفت مقابل 44.6 مليار دولار أمريكي.
لكن ياهو رفضت الأمر تماماً. وبشكل أشبه بالسخرية ربما، وجدت ياهو نفسها في صفقة من نوع آخر مع مايكروسوفت في العام التالي عندما وقعت عقداً لاستخدام خدمات Bing للبحث لتشغيل محرك البحث الخاص بها بعد فشلها المستمر بمجاراة المنافسين.
عدم استغلال موقع Tumblr بالشكل الصحيح
في عام 2013 دفعت ياهو 1.1 مليار دولار أمريكي للحصول على منصة Tumblr الفتية وواسعة الشعبية والتي تختص بمجال المدونات القصيرة وتمتلك قاعدة مستخدمين كبيرة ومخلصة. لكن بدلاً من تنمية الموقع ونقله نحو الربحية عبر الوقت، عانى Tumblr لسنوات من الفرص الضائعة ومن ضياع نمو المستخدمين بل تراجع أعدادهم.
كما أنه لم يصبح رابحاً قط بل بقي مغامرة خاسرة للشركة طوال سنوات، وبعدما تم الاستحواذ عليها من Verizon تم بيع Tumblr مقابل 3 ملايين دولار أمريكي فقط، أي أقل من 0.3% من السعر الذي دفعته ياهو للحصول على الموقع قبلها بستة أعوام فحسب.
مواضيع قد تهمك:
- أسوأ صفقات الشركات التقنية واستحواذاتها الفاشلة
- أكبر صفقات العالم التقني: عشرات المليارات لشراء شركات التقنية عام 2020
- بعد 16 عاماً من إنطلاقه، إغلاق ياهو آنسرز للأبد
غياب التصور الواضح وسلسلة من القادة المخيبين
منذ البداية لم يكن هناك هوية واضحة أو حقيقية لشركة ياهو، حيث أنها ليست منصة تواصل اجتماعي كما فيس بوك، ولا محرك بحث كما جوجل ولا حتى منصة أخبار كما الشركات الكبرى في المجال. بل كانت مزيجاً غريباً من العديد من الأفكار، والتصور الوحيد المستمر للشركة كان وضعها كصفحة أساسية للمستخدمين ليتفرعوا منها لمواقع أخرى، لكن هذا المفهوم قد عفا عليه الزمن ولم يعد يمتلك أي جاذبية في عالم يتضمن محركات البحث ومنصات التواصل الاجتماعي.
بالإضافة إلى ذلك فقد عانت الشركة من صراعات داخلية عديدة وسلسلة من القادة الذين لم ينجحوا بتعديل جهتها نحو بر الأمان. وعبر عقد ونصف من الزمن فقدت الشركة كامل بريقها وأهميتها وباتت مجرد ظل لعملاق تقني سابق. وحتى مع أن بعض الخدمات مثل الأخبار المالية لا تزال واسعة الشعبية من الشركة، فقد انقضت الفترة التي كان فيها اسم ياهو معروفاً من الجميع حقاً.