أجهزتك الإلكترونية ربما سبب مشاكل نومك: تعرف على الضوء الأزرق وكيف تقلل من تأثيره عليك
لعل واحدة من ميزات الحياة الحديثة في هذا الزمن هي مشاكل النوم، حيث باتت مشاكل الأرق وعدم القدرة على النوم في أوقات مناسبة منتشرة للغاية، وبطبيعة الحال تنعكس هذه المشاكل على كامل حياة من يعانون منها وتتسبب بالتعب وضعف الإنتاجية وانخفاض السعادة وزيادة التوتر دون شك.
بالنسبة للكثيرين فالانتشار الحديث لمشاكل النوم ناتج عن نمط الحياة العام وربما ازدياد الهموم والأمور التي تشغل البال، لكن ربما يكون الأمر ناتجاً (بشكل جزئي على الأقل) عن التقنية التي نستخدمها طوال الوقت ونزيد من استخدامها بشكل متزايد، حيث أن المشكلة هنا هي ما يعرف باسم “الضوء الأزرق” الذي يسبب مشاكل النوم ويجب أن تلغيه من حياتك وفق وصف البعض من مروجي المنتجات.
في هذا الموضوع سنتناول الضوء الأزرق وتأثيره علينا عموماً، وما هو الدور الذي تلعبه التقنية في جعل دورات نومنا عشوائية وغير منتظمة وسنتحدث عن الطرق التي من الممكن أن تقلل من تأثير التقنية علينا وكيف يمكن لأمور بسيطة أن تحسن نومنا بشكل كبير.
ما هو الضوء الأزرق أصلاً؟
من حيث المبدأ فجميع ألوان الضوء ليست سوى إشعاع كهرومغناطيسي لكن بأطوال موجة مختلفة، حيث يتدرج مجال الضوء الذي تراه عينانا من 400 حتى 700 نانومتر تقريباً، حيث أن اللون الأحمر هو ذو الموجة الأطول عادة، ومقابله البنفسجي ذو الموجة الأقصر. وبالقرب من البنفسجي هناك اللون الأزرق ذو طول الموجة الأقصر أيضاً.
بالنسبة للتأثير على البشر، فقد عاش البشر لوقت طويل دون مصادر ضوء سوى الشمس بالدرجة الأولى، وكانت دورة النوم مرتبطة بالشمس بشدة مع كوننا ننام في الليل ونستيقظ في النهار، لذا وبالنسبة لأعيننا فوقت المغرب دلالة على اقترابنا من وقت النوم مما يحفز جسمنا على التكاسل تدريجياً حتى ننام. والمميز في وقت المغرب هو أن ضوء الشمس يميل للاحمرار مع تناقص الضوء الأزرق ضمنه.
بالنسبة للجسم البشري عادة ما يكون الضوء الأزرق مؤشراً على كون الوقت نهاراً وبالتالي يتم تثبيط إفراز هرمون الميلاتونين الذي يسبب النعاس والنوم، ووفق العديد من الدراسات وإجماع المجال الطبي فالضوء الأزرق مرتبط لدينا بتنظيم دورة النوم دون شك، حيث أنه أساسي لنشعر باليقظة صباحاً وغيابه مفيد في جعلنا نشعر بالنعاس مساءً.
التأثير التقني على الضوء الأزرق
قبل بضعة عقود فقط، كان المصدر الأساسي للنور هو أشعة الشمس التي تتضمن كامل ألوان الطيف وتظهر خلال النهار فقط، أما في الليل فقد كان الضوء يأتي من لهب القناديل والشموع ولاحقاً المصابيح التقليدية، والمشترك بينها جميعاً أنها تقدم ضوءً ذا لون مصفر لا يتضمن الكثير من الضوء الأزرق أصلاً مما جعل تأثيرها على دورة النوم محدوداً.
اليوم تغيرت الأمور بشدة في الواقع، حيث أننا محاطون بالشاشات من كل الجهات سواء كانت شاشات التلفزيونات أو الحواسيب أو الهواتف الذكية، وجميع هذه الشاشات تنتج الكثير من الضوء الأزرق الذي نركز به لساعات متواصلة طوال الوقت، وبالنسبة لجسمنا يبقى الوقت وكأننا ضمن النهار مما يقلل من شعورنا بالنعس والخمول وعندما نقرر النوم أخيراً يكون الأمر صعباً ويتضمن وقتاً مطولاً من التقلب ومحاولة النوم.
المشكلة اليوم باتت أكبر حتى من الشاشات فقط، فقد جلب التطور التقني معه أنواع جديدة من الضوء أيضاً، حيث باتت أضواء LED تدوم أكثر من سواها وتصرف كمية طاقة أقل بكثير من السابق مع ضوء أبيض ساطع، لكن مقابل هذه الفوائد فهذه الأضواء تتضمن ضوءً أزرق أكثر بكثير من الأضواء التقليدية وتسهم دون شك بمشاكل النوم الخاصة بنا.
كيف يمكن أن تقلل من تأثير التقنية على نومك؟
النصيحة المتكررة دائماً هي أن تترك الشاشات والإلكترونيات لساعتين أقل قبل النوم، لكن كما يعلم الجميع اليوم فقول هذا أسهل من فعله دون شك، لذا وفي حال وجدت هذا الخيار غير مناسب فبعض الأمور قد تسهل الأمر عليك:
- استخدم أضواء خافتة أكثر أو بلون لا يبقيك مستيقظاً (مثل الأحمر) في الفترة السابقة للنوم.
- خفض إضاءة الشاشات إلى الحد الأدنى لعدم إرهاق عينيك بضوء ساطع.
- فعل وضع الضوء الليلي الذي يقوم بتقليل الضوء الأزرق وجعل كل شيء يبدو أكثر اصفراراً خلال فترة المساء والليل.
بالمجمل من المفترض أن تكون هذه الخطوات كافية لإزالة التأثير السلبي للضوء الأزرق على دورة نومك، حيث باتت معظم الأجهزة الإلكترونية تتضمن وضعاً ليلياً خاصاً لتقليل الضوء الأزرق اليوم، وفي حال لم يكن ذلك متاحاً فربما تستفيد من النظارات المخصصة التي عادة ما تمتلك لوناً مائلاً للبرتقالي وتقوم بحجب الضوء الأزرق بشكل شبه كامل.
وللمزيد من الاخبار المشابهة :
اركوس تستعد لمعرض CES 2015 بالكشف عن هاتف ومجموعة من الاجهزة