محرك البحث Google يقتل النطاقات المحلية ويوجه جميع مستخدميه إلى Google.com

⬤ أعلنت Google إنهاء استخدام النطاقات المحلية وتحويل جميع المستخدمين إلى google.com.
⬤ لوقت طويل استخدمت الشركة إصدارات مخصصة من محرك بحثها لبلدان مثل ألمانيا واليابان.
⬤ بدلاً من التخصيص حسب الدولة، تخصص Google نتائج بحثها اليوم وفق الموقع الدقيق للمستخدم.
أعلنت Google البدء في إنهاء استخدام النطاقات المحلية الخاصة بالدول، مثل google.co.uk وgoogle.co.jp، وتحويل المستخدمين حول العالم تدريجياً إلى النطاق الموحد google.com.
لطالما مثلت هذه النطاقات العليا في ترميز الدول (ccTLDs) الوسيلة الأساسية التي استخدمتها Google لتقديم نتائج بحث تتماشى مع مواقع المستخدمين الجغرافية. إلا أن الشركة أكدت عبر مدونتها الرسمية للمنتجات، أن التطور الحاصل في تقنيات التوطين لديها جعل من هذه الطريقة أمراً غير ضروري. وقالت: «على مر السنين، تحسنت قدرتنا على تقديم تجربة محلية للمستخدمين، ومنذ عام 2017، بدأنا فعلياً في توفير نتائج محلية موحدة سواء تم استخدام google.com أو أي نطاق محلي تابع للدولة.»
لكن على ما يبدو، ليس هذا التغيير بالأمر المفاجئ تماماً، فقد أشارت Google إلى أن واحدة من كل خمس عمليات بحث تقريباً كانت مرتبطة بالموقع الجغرافي في ذلك الحين، وهو رقم من المرجح أنه قد ارتفع اليوم. لذا، فإن اعتماد الشركة على موقع المستخدم الفعلي لتحديد النتائج، بدلاً من النطاق، بات المعيار الأساسي. واختتمت الشركة بقولها إن «نطاقات الدول لم تعد ضرورية.»
تأثير محدود على المستخدمين، ومراقبون يناقشون الدوافع الخفية
في حين سيلاحظ المستخدمون ظهور google.com في شريط العنوان بالمتصفح بشكل دائم الآن، بغض النظر عن موقعهم الجغرافي، أكدت Google أن تجربة البحث الأساسية لن تتغير. مضيفة أيضاً أن هذا التعديل لن يغير كيفية تعاطيها مع «الالتزامات القانونية المحلية.» ومن المنتظر بدء إنفاذ التحديث كاملاً خلال الأشهر المقبلة، وقد يُطلب من بعض المستخدمين إعادة ضبط تفضيلات البحث خلال فترة الانتقال.
يرى خبراء الصناعة أن التأثير الفوري على المستخدمين سيكون ضئيلاً. لكن، قد تلحظ الشركات تغيرات في تحليلات المواقع، إذ سيجري احتساب زيارات الإحالة السابقة من نطاقات ccTLD تحت google.com.
مع أن Google تبرر هذه الخطوة باعتبارات تقنية، يرى بعض المحللين أن دوافعها تتجاوز ذلك. إذ إن إدارة عشرات النطاقات المنفصلة يتطلب موارد تشغيلية كبيرة، ما يجعل التوحيد إجراء محتملاً لتقليص النفقات. كما يرى آخرون أن المسألة ترتبط بالضغوط التنظيمية المتزايدة التي تواجهها الشركة حول العالم.
في هذا السياق، وصف أحد الخبراء الاعتماد على النطاقات المحلية بأنه «تفكير ينتمي لعصر الإنترنت 1.0،» مؤكداً أن الأنظمة الحديثة تعتمد على مجموعة من الإشارات مثل عنوان IP، وسجل التصفح، وسلوك المستخدم لتقديم محتوى مخصص بدقة، ويقود ذلك تطور الذكاء الاصطناعي. واعتبر أن الدافع الرئيسي وراء هذه الخطوة قد يكون توجه Google لتعزيز مناعتها ضد الهجمات التنظيمية المجزأة، في وقت تخوض فيه الشركة معارك قانونية بارزة في الآونة الأخيرة.