قصة نجاح من أفريقيا – رائد الأعمال هو الذي يرى الفرص حيثما يرى الآخرون المشاكل!
فابريس ألومو شاب عمره 22 عاماً من مواطني الكاميرون في أفريقيا، قام بتأسيس شركته الرائدة بابتكار خدمة تجارية جديدة ورائعة تهدف لمواجهة التحديات التي تكتنف بيئة التسوق الإلكتروني في بلاده.
الشركة التي سماها MyConnect، تأسست في 2013، وهي تقوم برقمنة التجارة عبر عدد من التطبيقات التي تعمل وفق منظومة واحدة غيرت من أسلوب العملاء في البيع والشراء عبر الانترنت.
وقد سمى متجره ببساطة أيه ماركت AMarket، وأدرج فيه قوائم متنوعة للمنتجات والخدمات التي تقدمها الشركات الصغيرة والمتوسطة. والتي يتم شرائها باستخدام عملة رقمية تدعى ايه ماني AMoney. ولشحن محافظهم الرقمية يقوم المشتركون بشراء سندات دفع من عدد من الباعة. ويمكن دفع قيمة سندات هذه العملة نقداً وهو الشيء الذي يمثل البديل الذهبي لاستخدام بطاقات الإئتمان النادرة أصلا في الكاميرون في أغراض التسوق عبر الانترنت.
” الأشخاص من غير ذوي الحسابات المصرفية يحتاجون هذه الخدمة المالية، لأنها في متناول الأيدي، بالإضافة إلى أنها تمثل حلاً كاملاً لمشكلة الدفع عبر الانترنت. نحن نقدم لتلك الفئة من المواطنين بالإضافة إلى الشركات الصغيرة بديلاً مناسباً وبتكلفة تقل كثيراً عن نفقات استخدام بطاقات الائتمان. كما نقوم بتزويدهم بمنظومة يستطيعون من خلالها حفظ أموالهم والقيام بمختلف العمليات المالية عبر الانترنت.” هكذا يشرح ألومو عمله والحل لإحدى المشاكل المؤرقة في اسواق الدول النامية بشكل عام.
وقد سمحت ماي كونكت الآن للشركات الصغيرة والمتوسطة بإدراج منتجاتهم مجاناً في أسواقها الرقمية، على الرغم من أنها تأخذ عمولات على المبيعات. وقد استجاب ما يقارب 600 من الأعمال والشركات الصغيرة والمتوسطة لدعوة ماي كونكت وأضافوا منتجاتهم وخدماتهم على الأيه ماركت، بينما اصبحت بطاقات أيه ماني تباع عبر 40 منفذا في العاصمة الكاميرونية ياوندي. ليس هذا فحسب بل وصلت هذه العملة إلى صغار الزارعين الذين استفادوا من هذه التقنية الجديدة في بيع وتسويق محصولاتهم الطازجة.
بالإضافة إلى هذا وذاك فقد طورت الشركة حلاً مبتكراً للصعوبات التي تحف عملية التسليم. وذلك عبر توسيع مراكزها الحضرية في الكاميرون بسرعة كبيرة. فهنالك القليل من الأماكن التي لديها عناوين رسمية مسجلة لدى مصلحة البريد. وشوارع المدينة لا تحمل أية أسماء وبالتالي منازلها كذلك الشيء الذي يجعل مسألة تسليم البضائع المطلوبة أشبه بضرب من ضروب المستحيل. فماذا فعل ألومو لينقذ شركته وسوقه؟ لقد طور بمساعدة فريقه نظاماً للعناوين. اسماه ماي هوم. قام فيه باستخدام إحداثيات تحديد المواقع بالإضافة إلى المعالم المحلية مثل الكنائس أو المدارس أو حتى أشجار المانجو، وذلك لتحديد أماكن تواجد الأشخاص. وهكذا تبلورت وحدة جديدة من وحدات هذه الشركة العبقرية، وحدة ايه ديلفري. وهي مختصة باستلام المنتجات من الشركات الصغيرة والمتوسطة والمنتجين والباعة مباشرة إلى العملاء الذين دفعوا ثمنه وحددوا مواقعهم عبر منظومة منزلي!
ولقد فاز ألومو مؤخراً بجائزة قدرها 15 الف دولار والمركز الثاني في مسابقة انزيشا، وهي الجائزة الأفريقية الأولى لرواد أعمالها الشباب في الفئات العمرية من 15-20 عاماً.
من أين بدأت فكرة هذه الشركة الجبارة؟ وما الدافع الذي يجعل هذا الصبي يترك أقرانه وألعابه ومواعيده الغرامية ليشق هذا الطريق الصعب محولاً كل الصخور في طريقه إلى ذهب؟ وكل المشاكل إلى فرص للربح؟ فالشركة ليست متجراً للبيع والشراء ومصدراً للمال من وراء العمولات، بل هي أيضاً منتجة لعملة رقمية ذات قيمة نقدية معروفة وحقيقية، ومنتجة لتطبيق تحديد المواقع في بلد يصعب فيه رسم الخرائط، ومقدمة لخدمة التسليم أيضاً! هذه أربعة حلول لأربعة مشاكل شائكة في بلد قصي ومنعزل، وظروف اقتصادية واجتماعية قاسية، تحولت إلى أربعة مصادر للربح الوفير. من أين كان لهذا الصبي كل هذه العزيمة والشجاعة والتصميم والمثابرة ؟ إن مصدر إلهامه ليس بأعظم من إنجازه فقد بدأت فكرة العمل هذا عندما كان يحاول إيجاد دواء ارتفاع الضغط لوالدته المريضة، ولكنه احتاج إلى أن يزور على الأقل ستة صيدليات قبل أن يعثر على الدواء الصحيح. نعم لقد تألم كثيراً وكان قلقاً على صحة أمه، لكنه لم يعلن النظام الصحي في بلده، بل أوجد حلاً يسهّل للجميع تبادل كل المنافع والخدمات والسلع ومن خلال الهاتف. إنّه قام بتغيير واقع بلاده! هذه هي ريادة الأعمال في أكثر صورها مثالية.