عدد مستخدمي الإنترنت في العالم العربي يبلغ 348 مليوناً والفجوة مع الاتحاد الأوروبي تتقلص

⬤ بلغ عدد مستخدمي الإنترنت في العالم العربي 348 مليوناً، أقل بنحو 71 مليوناً فقط بالمقارنة مع دول الاتحاد الأوروبي.
⬤ تصدرت ستة بلدان مشهد التواصل الاجتماعي، ممثلة 77% من إجمالي المستخدمين العرب، منها مصر والعراق والسعودية.
⬤ يشكل شباب جيلَي الألفية وZ دون 35 عاماً 62.8% من سكان المنطقة، مع معدل نمو سكاني سنوي عند 2.1%.
ارتفع عدد مستخدمي الإنترنت في الوطن العربي ليصل إلى نحو 348 مليون مستخدم، أي ما يعادل 70.2% من إجمالي سكان المنطقة البالغ تعدادهم 496 مليون نسمة، وفقاً لدراسة شاملة أعدتها شركة Galal & Karawi Management Consulting بالتعاون مع أورينت بلانيت للأبحاث، بالاستناد إلى بيانات موثوقة من مصادر عدة، منها DataReportal، وGSMA Intelligence، وStatista، وSemrush، وSky.
على سبيل المقارنة، يبلغ عدد مستخدمي الإنترنت في الاتحاد الأوروبي حوالي 419 مليون مستخدم، ما يعني تقلص الفارق مع العالم العربي إلى 71 مليوناً فقط. أما على صعيد استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، فيكاد الفارق أن يختفي، إذ يبلغ عدد المستخدمين في الاتحاد الأوروبي نحو 230 مليوناً، مقابل 228 مليوناً في الدول العربية.
مصر في الصدارة، وأسواق محورية تقود المشهد
تصدرت مصر قائمة الدول العربية في عدد مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي، حيث بلغ عدد المستخدمين فيها 50.7 مليوناً، تلتها العراق بنحو 34.3 مليوناً، ثم السعودية مع 34.1 مليوناً. كما برزت الجزائر (25.6 مليون)، والمغرب (21.3 مليون)، والإمارات (11.3 مليون) كلاعبين بارزين في هذا السياق. وتشكل هذه الدول الست ما نسبته 77% من إجمالي مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي في العالم العربي.
منصات متنافسة وتباينات إقليمية
أما على صعيد تفضيلات المنصات، فقد كشفت الدراسة عن تباينات لافتة بين مختلف الدول؛ إذ برزت TikTok بقوة في دول الخليج، مثل السعودية، والإمارات، والكويت، وقطر، والبحرين، وتفوقت أحياناً على Instagram وSnapchat، كما امتد تأثيرها إلى العراق، ولبنان، والسودان، وموريتانيا، واليمن، والصومال.
في المقابل، حافظت فيسبوك على مكانتها كمنصة أولى في دول شمال أفريقيا (باستثناء مصر)، مثل الجزائر، والمغرب، وتونس، وليبيا، إضافة إلى حضورها القوي في فلسطين وجزر القمر. في حين ظهر YouTube باعتباره المنصة الأهم للمحتوى المرئي والتعليمي والترفيهي في كل من مصر، والأردن، وعُمان.
لا يزال Snapchat يستقطب شريحة الشباب في دول الخليج، وعلى رأسها السعودية التي بلغ عدد مستخدمي التطبيق فيها 24.7 مليوناً. أما LinkedIn، فقد شهدت نمواً ملحوظاً في الدول ذات الاقتصادات الديناميكية، لاسيما السعودية (نحو 11 مليون مستخدم)، والإمارات (حوالي 9.4 مليون مستخدم).
الشباب محرك التحول
يُعزى هذا الزخم إلى التركيبة الديموغرافية الشابة في المنطقة، حيث يشكل من هم دون سن 35 نحو 62.8% من سكان العالم العربي، مقارنة بنسبة 37.6% في الاتحاد الأوروبي. وبالنظر إلى معدل النمو السكاني السنوي البالغ 2.1% (مقابل 0.41% في الاتحاد الأوروبي)، تبدو هذه الفئة الشابة محركاً حقيقياً للنمو الرقمي والابتكار في المنطقة.
بهذا الصدد، علق الدكتور نضال أبو زكي، المدير العام لمجموعة Orient Planet Group، قائلاً: «تعكس هذه الأرقام الإمكانات الرقمية المتصاعدة في المنطقة العربية، ما يجعلها بؤرة واعدة للابتكار والنمو.» وأكد على ما وصفه «بفرصة الاستثمار غير المسبوقة» التي تتيحها القوة الشرائية المتنامية وتأثير الأسر العربية الشابة.
من جهته، شدد المهندس عاصم جلال، الشريك المؤسس في Galal & Karawi Management Consulting، على أن المنصات الرقمية باتت أداة أساسية في تفاعل الحكومات العربية مع جيلَي الألفية وZ، مشيراً إلى ضرورة تطوير «محتوى رقمي وطني يعكس الهوية الثقافية للمنطقة ويستفيد في الوقت ذاته من تقنيات الذكاء الاصطناعي.» داعياً إلى إطلاق مبادرة عربية موحدة لتنظيم البيانات وحمايتها، على غرار اللائحة العامة لحماية البيانات في الاتحاد الأوروبي (GDPR)، مؤكداً أن مثل هذا التشريع من شأنه تعزيز الثقة الرقمية، واحترام الخصوصية الثقافية، وزيادة جاذبية المنطقة للاستثمارات الرقمية، بما يواكب الاتجاهات العالمية.