إحدى أكبر صفقات التقنية على الإطلاق في مهب الريح بسبب المشرعين
في العام الماضي انشغل العالم التقني بواحدة من أكبر الصفقات في تاريخ التقنية والتي كان من المفترض أن تترك تداعيات كبرى. حيث كشفت شركة Nvidia العملاقة في مجال معالجات الرسوميات عن نيتها الاستحواذ على شركة تصميم نوى المعالجات البريطانية ARM. كانت الصفقة بقيمة 40 مليار دولار أمريكي مقسومة بين جزء مالي وآخر يتم تقديمه كحزمة من الأسهم. وبالنظر لتقارب مجال الشركتين وكون شركة ARM مهيمنة على كامل عالم تصاميم معالجات الهواتف الذكية وجزء من عالم الخوادم، كان هناك الكثير من القلق.
بعد الإعلان عن الصفقة الكبرى في العام الماضي أظهر عدة من منافسي Nvidia استيائهم وقلقهم من النتائج السلبية المحتملة. ومع سير الصفقة قدماً بدأت المخاوف التشريعية في كل من الولايات المتحدة (بلد شركة Nvidia) والمملكة المتحدة (مكان المقر الأساسي لشركة ARM) بالتراكم. مع الوقت بدا من الواضح أن هناك الكثير من العصي في العجلات وأن الصفقة ستحتاج للوقت مع مماطلتها لأشهر متتالية دون أي خط أفق واضح حتى الآن.
قبل أيام نقلت تسريبات عن موظفين كبار في شركة Nvidia أن الصفقة قد باتت ميتة من حيث المبدأ ولن تتم أصلاً. بالنتيجة لن تصبح ARM جزءاً من Nvidia بل أنها ستبقى في الوقت الحالي كجزء من ممتلكات شركة Softbank الاستثمارية. لكن وفي تسريبات أخرى يبدو أن Softbank تنوي بدورها إدراج ARM في البورصة وتحويلها لشركة عمومية للمرة الثانية في تاريخها. وبالنظر للحماس الكبير حول الصفقة والنمو المستمر لـ ARM فالأرجح أن الإدراج سيكون مربحاً جداً بالنظر إلى أن Softbank كانت قد اشترت الشركة بالكامل عام 2016 مقابل 23 مليار جنيه إسترليني (حوالي 32 مليار دولار حينها).
المثير للاهتمام هو أن التخلي عن الصفقة لن يكون دون خسائر في الواقع، حيث ستخسر Nvidia حوالي 1.25 مليار دولار. ستكون الخسائر نتيجة مبالغ مودعة مسبقة وشروط جزائية ستتفعل مع فشل الصفقة. لكن وبالنظر إلى أن أسهم Nvidia قد تضاعفت بالقيمة منذ إعلان مخطط الاستحواذ على ARM إلى الآن، سيكون التخلي عن الصفقة مربحاً، حيث رفع سعر الأسهم الحالي قيمة الصفقة من 40 إلى 54 مليار دولار.