تعرف على مجموعة من أغرب استخدامات الذكاء الاصطناعي

لطالما ارتبط الذكاء الاصطناعي (AI) بتطوير البرمجيات، والروبوتات، والأتمتة الصناعية، لكن في السنوات الأخيرة، بدأ هذا المجال في التغلغل في مجالات غير تقليدية، مقدماً حلولاً غريبة أحياناً ومثيرة للدهشة في أحيان أخرى. من الفنون إلى الطبخ، ومن الموضة إلى الديناصورات، أضحى الذكاء الاصطناعي لاعباً أساسياً حتى في المجالات التي لم يكن أحد يتوقع دخوله إليها.
في هذا المقال، نستعرض مجموعة من أغرب استخدامات الذكاء الاصطناعي حول العالم، والتي تكشف مدى اتساع آفاق هذا المجال ومرونته في التكيف مع كل ما يمكن تخيله – وربما أكثر.
أغرب استخدامات الذكاء الاصطناعي
الذكاء الاصطناعي يؤلف الموسيقى… للقطط!
نعم، لقد قرأت ذلك بشكل صحيح. قام باحثون بتطوير خوارزميات لتأليف موسيقى مخصصة للحيوانات الأليفة، خاصة القطط، من خلال دراسة ترددات الأصوات التي تستجيب لها هذه الحيوانات بشكل إيجابي. تعتمد الموسيقى التي ينتجها الذكاء الاصطناعي على الأصوات الشبيهة بلعق الأم لصغارها أو المواء بنغمة معينة، مما يساعد على تهدئة القطط أو تحسين مزاجها. هذا الاستخدام يفتح الباب أمام إمكانية ابتكار محتوى صوتي مخصص لكل نوع من الحيوانات.
توليد وصفات طبخ من مكونات عشوائية
تخيل أنك فتحت ثلاجتك ووجدت مكونات غير متجانسة، مثل الموز، أو الفلفل الأخضر، والعدس، ثم سألت الذكاء الاصطناعي: “ما الذي يمكنني طهيه بهذه الأشياء؟” هنا يأتي دور بعض التطبيقات التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي في ابتكار وصفات جديدة بناءً على ما يتوفر لديك فقط. يمكن للخوارزميات تحليل تركيبة المكونات، طعمها، وقيمتها الغذائية، ثم اقتراح وصفات غريبة لكنها قابلة للتنفيذ – وربما لذيذة بشكل غير متوقع!
اقرأ أيضا: هل الذكاء الاصطناعي في التعليم صديق أم عدو؟ وما أهم التطبيقات الحالية
تصميم ملابس افتراضية لم تخاط أبداً
في عالم الموضة، دخل الذكاء الاصطناعي بقوة، ليس فقط لتحليل التوجهات، بل لتصميم ملابس افتراضية لا وجود لها في الواقع. يستخدم مصممو الأزياء خوارزميات توليدية لتصميم أزياء ثلاثية الأبعاد تعرض على العارضين الرقميين أو في المتاجر الافتراضية، دون الحاجة إلى أي خياطة فعلية. هذه الأزياء تُستخدم في التسويق الرقمي أو داخل الألعاب والمنصات الافتراضية مثل “ميتافيرس”.
إنتاج نكات لا يفهمها أحد… إلا الذكاء الاصطناعي!
بعض الباحثين قاموا بتدريب نماذج ذكاء اصطناعي على كتابة النكات. ولكن المفارقة أن هذه النكات تكون في كثير من الأحيان غريبة أو لا تحمل معنى واضحاً للبشر، بينما “يعتقد” الذكاء الاصطناعي أنها مضحكة لأنها تتبع نمطاً معيناً من النكت السابقة التي تدرب عليها. هذه الظاهرة تفتح نقاشاً واسعاً حول ما إذا كان يمكن تعليم الذكاء الاصطناعي “روح الدعابة” أو الفهم الحقيقي للسياقات الثقافية.
تحليل لوحات فنية قديمة لكشف الرسائل الخفية
في مجال الفنون، تم استخدام الذكاء الاصطناعي لتحليل آلاف اللوحات الفنية القديمة لاكتشاف الأنماط الدقيقة أو الرسائل المشفرة التي ربما تعمد الفنانون القدامى إخفاءها في أعمالهم. يمكن للخوارزميات تحديد الطبقات المختلفة من الطلاء، أو ملاحظة إشارات بصرية لم يكن من السهل رؤيتها بالعين المجردة. وقد ساعدت هذه التقنية في الكشف عن تفاصيل مدهشة في لوحات دافنشي وبيكاسو وغيرهم.
إنشاء لغات جديدة بالكامل
استخدمت بعض الفرق البحثية الذكاء الاصطناعي لتطوير لغات جديدة لم يسبق أن استخدمها البشر. تشمل هذه اللغات قواعد نحوية جديدة، مفردات مبتكرة، وحتى طرق جديدة للتواصل. يعتقد أن مثل هذه اللغات قد تكون مفيدة في التواصل مع الروبوتات أو حتى في المستقبل عند محاولة التفاعل مع حضارات أخرى محتملة في الفضاء.
محاكاة الديناصورات باستخدام الذكاء الاصطناعي
في واحدة من أغرب استخدامات الذكاء الاصطناعي، استخدم علماء الحاسوب نماذج توليدية لتخمين كيف كانت الديناصورات تمشي أو تصدر الأصوات، بناءً على بقاياها العظمية وهيكلها. يتم تغذية هذه النماذج ببيانات من الزواحف المعاصرة لمحاكاة سلوك أقرب ما يكون للحقيقة، وقد تم استخدام هذه التقنية في أفلام وثائقية وألعاب فيديو علمية.
الذكاء الاصطناعي ككاهن… يجيب على الأسئلة الروحية!
في اليابان، تم استخدام الروبوتات المزودة بالذكاء الاصطناعي لتقديم الطقوس الدينية، بل وحتى الرد على الأسئلة الروحية. يستطيع الروبوت تحليل نبرة صوت السائل وتقديم إجابة مستندة إلى نصوص دينية وتعاليم بوذية. ورغم أن هذا الاستخدام أثار جدلاً، إلا أنه يمثل تحولاً لافتاً في العلاقة بين التكنولوجيا والمعتقدات.
توليد سيناريوهات خيالية بالكامل لأفلام أو ألعاب
بدلاً من الكتاب التقليديين، بدأت بعض الشركات في استخدام الذكاء الاصطناعي لإنشاء أفكار وسيناريوهات لأفلام أو ألعاب إلكترونية. يمكن للموديلات التوليدية أن تبتكر حبكات معقدة، وشخصيات فريدة، وحتى حوارات كاملة في دقائق. ورغم أن النتائج ما تزال بحاجة إلى مراجعة بشرية، إلا أن هذه الأداة أضحت محط اهتمام قطاع الترفيه.
اقرأ أيضا: أسماء الأدوات التي توفر أصوات ذكاء اصطناعي ذات إحساس طبيعي ؟
التحدث إلى شخصية مشهورة… بعد وفاتها
باستخدام الذكاء الاصطناعي، أصبح من الممكن “إعادة إحياء” شخصيات تاريخية أو مشهورة من خلال جمع بياناتها، وصورها، وكتاباتها أو تسجيلاتها الصوتية. تمكّن هذه التقنية المستخدمين من محادثة أشخاص مثل ألبرت أينشتاين أو شكسبير، في محاكاة تفاعلية تجمع بين الذكاء الاصطناعي وتقنيات الواقع المعزز. ويستخدم هذا النهج في التعليم، المتاحف، وأحياناً في إنتاج المحتوى الوثائقي.
في حين أن الذكاء الاصطناعي يستخدم اليوم في تطبيقات عملية مثل السيارات ذاتية القيادة أو تحليل البيانات الطبية، فإن الاستخدامات الغريبة والمبتكرة التي استعرضناها هنا تكشف عن إمكانيات لا حدود لها لهذا المجال. من الطريف أحياناً، ومن المدهش دائماً، أن نرى كيف يمكن للتقنيات المتقدمة أن تتسلل إلى كل زاوية من زوايا حياتنا – حتى تلك التي تبدو للوهلة الأولى بعيدة كل البعد عن التكنولوجيا.
أخيرا، بينما نواصل اكتشاف آفاق جديدة لاستخدام الذكاء الاصطناعي، يبقى السؤال: إلى أي مدى يمكن أن نذهب؟ وهل سيتحول الذكاء الاصطناعي من أداة مساعدة إلى شريك فعلي في الإبداع والابتكار؟