بعد فصله لأنه طور روبوتاً للغش، طالب يجمع 5.3 مليون دولار لتطوير نفس الروبوت

⬤ نجح طالب موقوف بدعوى الغش من جامعة كولومبيا في تأمين تمويل قدره 5.3 مليون دولار لشركته Cluely.
⬤ تقدم Cluely أداة ذكاء اصطناعي مثيرة للجدل تمكّن المستخدم من تجاوز المقابلات والامتحانات دون اكتشاف.
⬤ رغم الانتقادات الأخلاقية، حققت الشركة عائدات تفوق 3 ملايين دولار سنوياً، ما جذب اهتمام المستثمرين.
في خطوة أثارت موجة من الجدل والاهتمام، تمكن الطالب السابق في جامعة كولومبيا، الشاب تشونغين لي، البالغ من العمر 21 عاماً، من تأمين تمويل أولي بقيمة 5.3 مليون دولار لشركته الناشئة Cluely، رغم تعرضه مؤخراً للإيقاف الأكاديمي.
تتخذ الشركة من سان فرانسيسكو مقراً لها، وقد شاركت في دعمها كل من Abstract Ventures وSusa Ventures، وتقدم بالأساس أداة ذكاء اصطناعي تحمل رؤية مثيرة للجدل تتمثل، بحسب ما ورد في بيانها التأسيسي، في تمكين المستخدمين من «الغش في كل شيء.»
تعكس البداية غير التقليدية للمشروع طبيعة رؤيته. فقد نال المؤسس لي شهرة واسعة عقب منشور لاقى انتشاراً كبيراً على منصة X، كشف فيه عن تعرضه للإيقاف من قبل جامعة كولومبيا. وجاء القرار نتيجة تطويره، بالتعاون مع زميله السابق، نيل شانموغام، لأداة ذكاء اصطناعي أطلقا عليها اسم Interview Coder، صُممت خصيصاً لتجاوز اختبارات التوظيف في مجال هندسة البرمجيات، لا سيما تلك القائمة على أسئلة من LeetCode. وقد خضع كلا الطالبين لإجراءات تأديبية، قبل أن يتركا الجامعة لاحقاً، حسبما أفادت صحيفة الطلاب في الجامعة، بينما رفضت الجامعة المذكورة الإدلاء بأي تعليق رسمي احتراماً لقوانين الخصوصية الطلابية.
I just got kicked out of Columbia for taking a stand against Leetcode interviews.
Here's the whole story (long thread): pic.twitter.com/Q7LPWjwyA7
— Roy (@im_roy_lee) March 27, 2025
تحولت الأداة الأولية Interview Coder إلى المنتج الرئيسي لشركة Cluely، والتي باتت تقدم مساعداً ذكياً متطوراً يعمل في نافذة خفية داخل المتصفح، يدعي مطوره أنه عصي على الرصد من قِبل المراقبين خلال المقابلات أو الامتحانات، «فيرى الشاشة، ويستمع للصوت، ويوفر دعماً فورياً في أي موقف.»
الحديث هنا عن مواقف قد يمر بها المستخدم أثناء مقابلات العمل، والامتحانات، ومكالمات المبيعات، وحتى المفاوضات، وفي الوقت الحقيقي.
ترتكز فلسفة Cluely، بحسب ما ورد في بيانها، على اعتبار الذكاء الاصطناعي «قوة تحولية» تتجاوز كونه مجرد أداة، مشيرة إلى أن المستقبل سيكافئ «النفوذ لا الجهد.» ويقارن المؤسسون منتجهم بأدوات مثل الآلة الحاسبة وبرامج التصحيح الإملائي التي وُصفت في بداياتها بأنها وسيلة للغش، قبل أن تصبح جزءاً مقبولاً من الحياة اليومية، ويؤكدون أن غايتهم لا تقتصر على «الغش،» بل تتجاوزها إلى «عدم ترك أي مستخدم يفكر بمفرده مجدداً.»
تتميز الأداة بتقديم دعم نشط في المحادثات الحساسة، إذ لا تكتفي بتفريغ النصوص، بل تستمع وتتفاعل وتعرض اقتراحات ذكية في الوقت الحقيقي. فعلى سبيل المثال، يمكنها تقديم ردود مقنعة على اعتراضات المبيعات، أو تذكير المرشح بنقاط القوة ومعلومات عن الشركة خلال مقابلة عمل، أو حتى تقديم رؤى فورية خلال اجتماعات العمل.
رافق إطلاق المنتج حملة ترويجية عبر فيديو مصور بجودة عالية، لكنه أثار ردود فعل متباينة. ويظهر في الفيديو لي وهو يستخدم الأداة في محاولة فاشلة لإبهار فتاة خلال موعد غرامي، مدعياً امتلاك معرفة فنية وعمر أكبر من الحقيقي. وقد اعتبر البعض الفيديو جذاباً ومثيراً، بينما شبه آخرون التجربة بمشاهد من مسلسل Black Mirror.
Cluely is out. cheat on everything. pic.twitter.com/EsRXQaCfUI
— Roy (@im_roy_lee) April 20, 2025
رغم الجدل الأخلاقي، يبدو أن Cluely تحقق نمواً تجارياً ملحوظاً. ففي مقابلة مع مجلة TechCrunch، صرح لي بأن إيرادات الاشتراك السنوية تخطت 3 ملايين دولار مطلع هذا الشهر، مع تحديد الاشتراك الشهري عند 20 دولاراً. وقال في حوار مع CNBC: «يبرمج الجميع اليوم بمساعدة الذكاء الاصطناعي، فلماذا نجري مقابلات عمل بافتراض عدم وجود هذا الدعم؟.» كما كشف أنه حصل على فرصة تدريب داخلي لدى أمازون باستخدام أداته. لكن الشركة رفضت التعليق على حالته، مكتفية بالتأكيد على أن المتقدمين ملزمون بعدم استخدام أدوات غير مصرح بها أثناء المقابلات.
من جانبهم، أعرب عدد من مسؤولي التوظيف والشركات عن قلقهم من أدوات كهذه، معتبرين أنها تقوض نزاهة عمليات التوظيف وتخلق «أفضلية غير عادلة،». وبهذا الصدد، فقد تزايدت الإجراءات الصارمة في شركات مثل أمازون، التي باتت تستبعد تلقائياً أي مرشح يُضبط وهو يستخدم أدوات ذكاء اصطناعي غير مصرح بها.
برغم كل ذلك، يشير حجم التمويل الأولي إلى أن المستثمرين يراهنون على مستقبل الذكاء الاصطناعي كعامل لا يمكن تجاهله، حتى ولو كان ذلك على حساب الحدود الأخلاقية أو التقاليد المؤسسية. وتأتي ولادة Cluely ضمن موجة متصاعدة من مشاريع الذكاء الاصطناعي الجريئة، يسعى بعضها صراحة إلى استبدال البشر، مما يضفي مزيداً من الزخم على النقاش الدائر حول مصير الذكاء الاصطناعي وأخلاقياته في العصر الرقمي.