بعد عقبات، كوكبة Kuiper من أمازون يستعد لإطلاق أول أقمارها الصناعية المخصصة للإنترنت

⬤ تستعد أمازون بالتعاون مع ULA لإطلاق 27 قمراً صناعياً ضمن مهمة Kuiper 1 في 28 أبريل بعد عدة تأجيلات.

⬤ تأجلت المهمة بسبب الطقس وتأخرت لازدحام «المدى الشرقي،» ما يعكس تحديات التنسيق المتزايدة لإطلاق الصواريخ.

⬤ يمثل الإطلاق بداية تنفيذ خطة أمازون لنشر أكثر من 3,200 قمراً لتوفير إنترنت عالمي عالي السرعة ومنافسة Starlink.

بعد توقف مؤقت في وقت سابق من الشهر الجاري، يعود مشروع Kuiper الطموح من أمازون إلى الواجهة مجدداً، مستعداً للانطلاق نحو الفضاء. فقد تقرر إطلاق المجموعة الأولى المكونة من 27 قمراً صناعياً يوم 28 أبريل، على متن صاروخ Atlas V التابع لشركة United Launch Alliance (ULA)، وذلك بعد أسابيع من التأجيلات التي عكست التحديات المتزايدة في جدولة عمليات الإطلاق.

من المقرر أن تتم عملية الإقلاع المهمة التي تحمل اسم Kuiper 1 في تمام الساعة السابعة مساء بتوقيت الساحل الشرقي الأمريكي (الساعة 3 صباحاً بتوقيت الإمارات العربية المتحدة، يوم 29 أبريل فعلياً)، من قاعدة كيب كانافيرال للقوات الجوية في ولاية فلوريدا، وفقاً لما أعلنته ULA، بعد تحديد موعدها سابقاً في 9 أبريل، ومن ثم إرجائه نظراً سوء الأحوال الجوية في موقع الإطلاق.

لم يكن التأجيل بسبب الطقس فقط، إذ أكدت كل من أمازون وULA أن المدة الإضافية من الانتظار تعود إلى التنسيق مع قيادة القوات الفضائية للولايات المتحدة، المسؤولة عن تنظيم استخدام «المدى الشرقي؛» وهي المنطقة المستخدمة لإطلاق الصواريخ من فلوريدا، في ظل ازدحامه المتزايد. وقد لخص الرئيس التنفيذي لشركة ULA، توري برونو، الأمر بكلمة واحدة عبر منصة X حين سُئل عن سبب التأخير: «توفر المدى.»

مواضيع مشابهة

في هذا السياق، أوضحت العميد في القوات الفضائية، كريستين بانزينهاجن، تعقيد الوضع قائلة إن «المدى الشرقي» يغطي مساحة شاسعة تصل إلى 39 مليون كيلومتر مربع، ويتطلب تنسيقاً دقيقاً بين مختلف الجهات التي تستخدمه. ويشير محللون في القطاع إلى أن الشركات ذات النشاط المكثف في الإطلاق، مثل SpaceX الحاصلة على عقود رئيسية من القوات الفضائية، قد تؤدي إلى «تشبع الجدول الزمني لإطلاقات فلوريدا،» ما يؤثر على مهمات مثل Kuiper التي تعتمد على صواريخ أخرى.

بعيداً عن ذلك، تُعد مهمة Kuiper 1 خطوة حاسمة في طريق نشر الكوكبة الضخمة من الأقمار الصناعية التي تخطط أمازون لإرسالها إلى المدار الأرضي المنخفض، والتي من المتوقع أن يتجاوز عددها 3,200 قمر، بهدف توفير خدمة إنترنت عالية السرعة على نطاق عالمي. ويأتي هذا الإطلاق بعد نجاح نشر قمرين صناعيين تجريبيين في عام 2023، أثبتا جدوى التقنية المستخدمة في المشروع.

كما وتُعتبر Kuiper 1 أول مهمة ضمن حملة ضخمة تضم 83 عملية إطلاق تعاقدت عليها أمازون في عام 2022. وبينما تعتمد هذه المهمة على صاروخ Atlas V، ستشهد المهمات المستقبلية استخدام صواريخ Ariane 6 من Arianespace، وVulcan Centaur من الجيل الجديد من ULA، بالإضافة إلى صاروخ New Glenn من Blue Origin. وتجدر الإشارة إلى أن عدداً محدوداً فقط من مهمات Kuiper سيستخدم صواريخ Falcon 9 من SpaceX، المنافس الرئيسي بمشروعه Starlink.

صاروخ Atlas 5 من United Launch Alliance
صاروخ Atlas 5 من United Launch Alliance

تواجه أمازون ضغوطاً متزايدة في هذا السياق، إذ تشترط هيئة الاتصالات الفيدرالية FCC على الشركة أن تطلق نصف عدد الأقمار المخطط له، أي نحو 1,600 قمر، بحلول يوليو 2026. وفي حال عدم الوفاء بهذا الشرط، قد تكون رخصة تشغيل الشبكة عرضة للخطر، وإن كانت الشركة تملك خيار طلب تمديد للموعد النهائي.

يُذكر أن مشروع Kuiper واجه العديد من التعديلات في جدول التنفيذ، فقد كانت أمازون تنوي إطلاق هذه الدفعة الأولى من الأقمار الصناعية الإنتاجية قبل عام من الآن، لكنها عدلت خطتها لاحقاً إلى الربع الرابع من عام 2023، قبل تأجيلها مجدداً بسبب أولويات الإطلاقات الخاصة بالقوات الفضائية للولايات المتحدة، بحسب ما ذكرته ULA.

مع تثبيت الموعد الجديد، وفتح نافذة إطلاق مدتها ساعتان في 28 أبريل، تتجه الأنظار إلى منطقة رأس كانافيرال، حيث تترقب الأوساط العلمية والصناعية انطلاقة المرحلة التشغيلية من مشروع Kuiper، الذي قد يشكل منعطفاً محورياً في مستقبل الإنترنت الفضائي العالمي.

شارك المحتوى |
close icon