الولايات المتحدة تخصص المليارات لصنع 1000 طائرة مسيرة تعمل بالذكاء الاصطناعي
⬤ خصصت القوات الجوية الأمريكية 5.8 مليار دولار من ميزانيتها لبناء طائرات حربية مسيرة تعمل بالذكاء الاصطناعي.
⬤ تنوي القوات الجوية استخدام الطائرات العاملة بالذكاء الاصطناعي كوحدات مساندة يمكن التضحية بها وليس كبديل للطيارين.
⬤ واجهت الطائرات انتقادات عدة من الجمعيات المنادية بمنع دخول الذكاء الاصطناعي للمجال الدفاعي والسماح له بقتل البشر.
تسعى القوات الجوية الأمريكية للحصول على مخصصات من ميزانيتها بمليارات لصنع ما لا يقل عن ألف طائرة مسيرة تعمل بالذكاء الاصطناعي، وربما أكثر من ذلك حتى، ليتم استخدامها في المعارك. ومن الطائرات المحتمل أن تساند القوات الجوية في المعارك هي طائرة XQ-58A Valkyrie ذاتية القيادة.
تهدف القوات الجوية الأمريكية من هذا إلى صنع طائرات ذاتية القيادة تساند الطائرات بطيّارين، وقادرة على التغطية عليهم وحمايتهم والتعامل بسرعة في المواقف التي قد تكون صعبة على الطيارين البشر. ويعد هذا النوع من الطيارات مثالياً للمهمات الانتحارية التي على الأرجح ألا يعود الطيارون البشر منها أحياء.
ذكرت صحيفة نيويورك تايمز أنه في وقت لاحق من هذا العام، سيتم اختبار طائرة XQ-58A Valkyrie في محاكاة، حيث سيطلب منها التصرف وفق إستراتيجيتها الخاصة لمطاردة وقتل هدف فوق خليج المكسيك. تصل سرعة طائرة XQ-58A Valkyrie إلى حوالي 150 كيلومتراً في الساعة، ويبلغ ارتفاعها التشغيلي إلى 14 كيلومتراً تقريباً، ويصل مداها إلى 5550 كيلومتراً.
لم يوافق الكونجرس على تخصيص الميزانية للطائرات حتى الآن، إذ تقدر الميزانية أن حوالي 5.8 مليار دولار سيتم إنفاقهم على مدى خمس سنوات لبناء أنظمة الطائرات الحربية المسيرة مثل نظام Valkyrie. وأتى طلب القوات الجوية بعد سنوات من الرحلات التجريبية لنظام Valkyrie الذي يجعل الطائرات تعمل كحلقة وصل بين طائرات من نوع F-22 وF-35، وهذا إضافة إلى تجربة برنامج الذكاء الاصطناعي Skyborg التابع للقوات الجوية، وهو نظام للتحكم بالطائرات ذاتية القيادة.
يقدر الكونجرس أن تكاليف صنع هذه الطائرات الحربية المسيرة للقوات الجوية ستتراوح بين 3 ملايين دولار و25 مليون دولار، وهذا اعتماداً على إن تم تصنيفها كآلات قابلة للاستهلاك أو قابلة لإعادة الاستخدام أو عالية التكلفة. ومع ذلك، يعد أكبر تقدير لتكلفتها أقل بكثير من تكلفة طائرة يقودها طيار، وكلاهما هامان بالنسبة للقوات الجوية.
بينما لاقت هذه الجهود دعماً واسعاً في المشهد العسكري، يشعر المدافعون عن حقوق الإنسان بقلق كبير تجاهها. فهم خائفون من أن تمهد هذه المركبات الحربية المسيرة الطريق لمستقبل وحروب مأساوية في المستقبل. إذ قالت ماري ويرهام، مديرة قسم الأسلحة في هيومن رايتس ووتش، وهي مناصرة لفرض القيود الدولية على الأسلحة الآلية المدمرة: “عندما تعتمد على الآلات للقتل، وتسمح لحساسات الحواسيب بالقضاء على حياة الإنسان بدلاً من البشر، فإنك تتجاوز الحدود الأخلاقية.”
كما أطلق معترضون آخرون على أسلحة الذكاء الاصطناعي، مثل معهد مستقبل الحياة غير الربحي، على هذه التطورات لقب “الروبوتات الذباحة”. فهم يرون أن الاعتماد على خوارزميات الذكاء الاصطناعي لاتخاذ القرارات السريعة في الأسلحة قد يزيد تهديدات الصراعات والحروب، فهو قد يصعّد الاشتباكات ويجعل أحداثها غير متوقعة. كما قد تتحول هذه الأسلحة إلى أسلحة دمار شامل في المستقبل.
وفي عام 2019، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إن “الآلات التي تتمتع بصلاحية لإزهاق الأرواح دون تدخل بشري غير مقبولة سياسياً، ومبغوضة أخلاقياً، ويجب أن يحظرها القانون الدولي”.