كيف تخطط أسرع شركات الأجهزة المنزلية نمواً منتجاتها – مقابلة مع مدير التسويق في شركة SharkNinja
مؤخراً، كان فريق مينا تك في مدينة برلين الألمانية ضمن تغطيتنا لحدث إيفا 2024 التقني العالمي، والذي كان يحتفل بالذكرى المئوية لإقامته. وخلال حضورنا للمعرض، سنحت لنا الفرصة لزيارة جناح شركة «شارك نينجا» المشاركة في المعرض.
تأسست شركة شارك نينجا في تسعينيات القرن الماضي، لكنها شهدت نموها الهائل بداية من مطلع الألفية، وباتت اليوم واحدة من أكبر العلامات التجارية في مجال منتجات المنزل الإلكترونية من الفئة العليا. وبالوصول إلى العام الماضي، وصلت عائدان الشركة إلى حوالي 4.25 مليار دولار، لتصبح في مصاف كبار شركات المجال.
كانت شارك نينجا قد بدأت ببيع منتجاتها للمرة الأولى في المنطقة العربية مع قدومها إلى الإمارات العربية المتحدة في وقت أبكر من العام الحالي. لذا استغل فريقنا الفرصة للقاء السيد آدم بتريك، رئيس التسويق في شركة SharkNinja، حيث أجرينا معه حواراً قصيراً اقتطفنا منه ما يلي:
ما فلسفة التسويق الأساسية لدى شركة شارك نينجا؟
أعتقد أنّ الأمر الأساسي مرتبط بالمستهلك وخدمته. والمنتجات محور شركتنا وأعمالنا، فما يهمنا حقاً في التسويق هو الإعلان بوضوح وشفافية عما تقدمه منتجاتنا للمستهلكين. لذلك أرى فلسفة التسويق مرهونة بالوضوح والتحديد الدقيق لمزايا وفوائد المنتج المطروح للبيع. ونحرص دوماً على إعلام المستهلكين بالقيمة المقترحة للمنتجات، وضمان أن يدركوا طبيعة علامتنا التجارية.
غايتنا من التسويق أنّ يعرف الناس بوجود تشكيلة واسعة من منتجاتنا التي تعالج مشكلات المستهلكين في جميع أرجاء العالم يومياً. ويسعني القول إنّ التركيز على المستهلكين عمادُ فلسفة التسويق لدينا في الشركة؛ فغايتنا حل مشكلاتهم، وإن لم يعرفوا أصلاً بوجودها.
كذلك نسعى لتحسين المنتجات الموجودة في السوق منذ سنين عديدة، فندرس المستهلكين ونحاول إدراك طريقة استخدامهم لمكنسة كهربائية- مثلاً- على مدار سنين عديدة. فإذا امتلكت مكنسة كهربائية ولديك حيوان أليف، فقد يلتف الشعر حول المِنفث (فوهة الخرطوم). لهذا تساءلنا في الشركة عن سبب حصول ذلك، وهذه مشكلة لم يتفطن المستهلكون إلى وجودها أصلاً. لكننا توصلنا إلى هندسة جديدة لتلك المكنسة الكهربائية، وتخلصنا من هذه المشكلة. وهذا في نظري مثال بليغ على جميع الأمور التي نفعلها في مختلف الفئات والمجالات، سواء في أجهزة الطهي أم الأجهزة الخارجية أم غيرها. فالأمر كله مرهون بحل مشكلات المستهلكين.
كيف تختارون المنتجات التي تريدون تصنيعها أو إطلاقها؟
العملية معقدة حقاً. فكل منتج نطلقه إلى السوق يخضع لعملية اختبار عملية واسعة النطاق؛ إذ نجري أكثر من 1,000 اختبار لفحص قابلية الاستخدام المنزلي لكل منتج نطرحه في السوق. لذلك نمتنع عن إطلاق أي منتجات غير جاهزة؛ فطرح أي منتج مرهون بتحقيقه الغاية المنشودة ومعالجته المشكلات التي نريد حلها عند المستهلكين، وهذا الأمر عنصر جوهري في عملية اتخاذ القرار بشأن إطلاق المنتجات.
ففي كل الأوقات لدينا منتجات كثيرة ضمن الفئات المتنوعة تمر بهذه العملية حتى تصبح منتجات مثالية، وحتى نعرف غايتها الدقيقة وواجهة المستخدم المثالية، وهذا يسري على تصميم المنتج ووظائفه والجودة وما شابه ذلك. ولن نطرح أي منتجات في السوق حتى يحين وقتها المناسب، وهذا أمر جوهري لنا.
كذلك نجري أبحاثاً مكثفة في منازل المستهلكين في كل سوق عالمي حتى نعرف مشكلاتهم التي نستطيع حلها. وأعتقد حقاً أن هذه العملية تعتمد على مراعاتنا لأمور عديدة مثل المطبخ وتنظيف المنزل والصيانة وبيئة المنزل، ثم الحرص على توفير منتجات بجودة مرتفعة تلبي حاجات المستهلكين وتقدم لهم قيمة جيدة. إننا نسعى لتقديم قيمة كبير للمستهلكين في كل منتجاتنا، وهذا أحد الجوانب التي نراعيها عند طرح منتج في السوق.
ما خططكم للأجهزة المزودة بالتكنولوجيا في ظل هذا التنامي لإنترنت الأشياء؟
إننا شركة تقنية أساسُها الابتكار، ونسعى دوماً وراء الابتكارات التي تساعد المستهلكين. لكننا نطرح على أنفسناً سؤالاً مهماً: كيف لهذه الأمور أن تساعد المستهلكين؟ فنحن لا نود أن تتحول التكنولوجيا أو الابتكار أو الذكاء الاصطناعي أو إنترنت الأشياء إلى مجرد حيلة تسويقية، بل يجب أن تلبي حاجات المستهلكين حقاً.فجميع أجهزتنا، سواء أكانت خلاطات أم مكانس روبوتية، ستأتي بأفضل توظيف للتكنولوجيا أو الابتكارات الحالية.
لا نريد أن يصبح الأمر مجرد حيلة تسويقية. فالمسألة لا تتعلق بتاتاً بتصميم منتج ثم التفكير بطريقة تضمين الذكاء الاصطناعي فيه، وإنما تتعلق بالإتيان بمنتج يلبي حاجات المستهلكين. فنحن نولي الأولوية للمستهلكين في كل الأشياء التي نسعى للقيام بها.
كيف تصف تجربتكم في الإمارات حتى الآن، وهل تخططون للتوسع في المنطقة؟
كنا موجودين في هذا السوق، وإنْ كان ذلك على نطاق صغير عبر الموزعين، والآن أصبح وجودنا مباشراً. وهذا الأمر يثير حماسنا لأنه سوق ديناميكي وسريع النمو، وفيه مجموعات متنوعة من المستهلكين الذين نستطيع معالجة مشكلاتهم. ومن المخطط أن نبدأ التسويق لمنتجاتنا بطريقة أكبر بدءاً من شهر أكتوبر، وسنطلق منتجات التجميل، وسنباشر أنشطة تسويقية عديدة وسنتواصل مباشرة مع المستهلكين. لذلك إننا متحمسون كثيراً لهذه الانطلاقة الجديدة في السوق.
لا ريب أننا نريد التوسع، وسنبدأ بمجموعة فرعية من المنتجات الاستهلاكية الواسعة والمحددة، ثم سنتوسع على نطاق العروض والحيّز الجغرافي.
ما نظرتك إلى مستقبل الأجهزة الذكية؟
ثمة عدد كبير من الابتكارات والتكنولوجيا الجديدة في العالم حالياً. فالحواسيب أصبحت أصغر وأسرع في الوقت والراهن، وباتت الأنظمة مدمجة في جميع الأجهزة مثل الثلاجات والمايكرويف وغير ذلك. لذلك نرى أمامنا فرصاً رائعة لاغتنامها وتوظيف قوة التكنولوجيا الحديثة في الأجهزة اليومية.
مع ذلك يتوقف الأمر على أن تلبي تلك الميزات والابتكارات والتكنولوجيا في الأجهزة حاجات المستهلكين، وأن تسهّل عليهم حقاً استخدام أجهزتهم. ففي بعض الأحيان أرى المنتجات تُصنَّع وتُحدّث ببعض الابتكارات ذات الفوائد العملية القليلة. فنحن نرمي إلى تسهيل الأمور على المستهلكين في المطبخ وتنظيف المنزل، وتقليل التوتر، وتيسير الحياة وتحسينها.
هلا زودتنا ببعض الأرقام عن شارك نينجا؟
نحن الآن شركة سريعة النمو والتحرك، وقد طرحنا أسهمنا للاكتتاب العام في بورصة نيويورك العام الماضي. لذلك شهدت الشركة منذ ذلك الحين نمواً كبيراً، وقد نمونا في أوروبا سريعاً. ونسعى لتوسيع فئات المنتجات؛ فلدينا حالياً 33 فئة مختلفة، وهذا العدد يواصل الازدياد.
إننا متحمسون حقاً للتسويق في كل تلك الفئات، ولدينا 4 علامات تجارية فرعية نسوق منتجاتنا ضمنها بحيث تعكس ثقافة وطريقة استخدام المستهلكين، وهي: «Ninja Outdoor» المتخصصة بالمنتجات المستخدمة في الخارج مثل فناء المنزل، و«Shark Beauty» لمنتجات التجميل، و«Shark Home» للأجهزة المنزلية، و«Ninja Kitchen» لأجهزة المطبخ. ففي هذه الفئات نسعى دوماً لتقديم قصص مميزة ومنتجات رائعة، ونحاول معالجة مشكلات المستهلكين ضمن هذه الفئات المتنوعة. فغايتنا مساعدة المستهلكين حتى يعيشوا حياة أفضل بتزويدهم بمنتجات بسيطة تكون خير معين لهم.