المراهقون لا يثقون بوعود شركات التقنية الكبرى بشأن الذكاء الاصطناعي وأمان الإنترنت

⬤ كشفت دراسة عن تراجع مستويات الثقة في شركات التقنية الكبرى لدى المراهقين، حيث يعتقد 64% منهم أنها لا تهتم برفاههم الرقمي.

⬤ تبرز مخاوف متعلقة بالخصوصية، والأخلاقيات، والتضليل، مع اعتقاد سائد بتفضيل الشركات الأرباح على حساب الأمان.

⬤ يؤيد غالبية المراهقين فرض تدابير لحماية الخصوصية في الذكاء الاصطناعي، وإدخال طرق وأدوات لتمييز مخرجاته بوضوح.

لطالما كان المراهقون والفئات الشابة هم الأكثر حماسة في تبني أحدث التقنيات والتوجهات الرقمية، غير أن دراسة حديثة تشير إلى أن هذا لم يعد الحال في عصر هيمنة شركات التقنية الكبرى والانتشار الواسع للمحتوى المولد بواسطة الذكاء الاصطناعي.

رغم سعي شركات مثل Meta وApple وغيرهما لاستقطاب المراهقين والمستخدمين الشباب عبر استثمارات ضخمة، تُظهر دراسة أجرتها Common Sense Media أن هذه الجهود قد لا تؤتي ثمارها، ذلك أن شريحة كبيرة من المراهقين في الولايات المتحدة لا تثق بنهج هذه الشركات ولا بالدور الذي يلعبه الذكاء الاصطناعي في خدماتها.

تتناول الدراسة العلاقة بين المراهقين والشركات الكبرى ومدى الثقة بالتقنيات الحديثة، استناداً إلى استطلاع شمل 1,045 مراهقاً تتراوح أعمارهم بين 13 و18 عاماً. وأظهرت النتائج أن أغلبية كبيرة، تصل إلى 64%، تعتقد أن شركات التقنية ليس معنية بحماية رفاههم الرقمي، فيما يرى 62% أن هذه الشركات لن تضع الأمان في مقدمة أولوياتها إذا تعارض مع تحقيق الأرباح.

مواضيع مشابهة

أوضحت Common Sense Media أن تلك الدراسة تقدم رؤى مهمة حول نظرة المستخدمين الشباب للتقنية، ما قد يساعد الآباء والمعلمين وصناع السياسات في إرساء علاقة أكثر أماناً بين المراهقين والمنصات الرقمية، لضمان حمايتهم أثناء استخدامهم لوسائل التواصل الاجتماعي والخدمات القائمة على جذب الانتباه.

كما كشفت الدراسة عن نتائج إضافية، من بينها عدم ثقة 53% من المراهقين بقدرة الشركات الكبرى على التصرف بشكل أخلاقي ومسؤول عند تصميم منتجات جديدة، فضلاً عن أن 52% منهم لا يؤمنون بأن هذه الشركات ستحافظ على أمان بياناتهم. في حين أعرب 51% عن شكوكهم في أن تولي هذه الشركات اهتماماً كافياً بالتنوع واحتياجات مختلف الفئات من المستخدمين.

علاوة على ذلك، يرى 47% من المراهقين الذين شملهم الاستطلاع أن شركات التقنية الكبرى لن تتخذ قرارات مسؤولة بشأن الذكاء الاصطناعي وكيفية تطبيقه في منتجاتها. كما أفاد 39% من المراهقين الأمريكيين الذين استخدموا الذكاء الاصطناعي التوليدي في دراستهم بأنهم صادفوا معلومات غير دقيقة ومضللة، وفقاً لما ذكرته Common Sense Media.

بالمجمل، توفر الدراسة رؤى قيمة حول كيفية إدراك واستيعاب المستخدمين الشباب للذكاء الاصطناعي التوليدي، إذ يؤيد 70% من المراهقين فرض تدابير لحماية الخصوصية وضمان الشفافية في خدمات الذكاء الاصطناعي، فيما يرغب 73% في أن تقوم الشركات بوضع محددات واضحة أو ما يشبه العلامات المائية لتمييز المحتوى الذي يتم إنشاؤه بواسطة الذكاء الاصطناعي.

ختاماً، يرى الباحثون في Common Sense Media أن المراهقين ليسوا مجرد متابعين سلبيين للتطور السريع في العالم التقني، بل على النقيض من ذلك، فهم يتعاملون بوعي في ظل تزايد عدم موثوقية المعلومات عبر الإنترنت والممارسات الربحية التي تنتهجها الشركات.

شارك المحتوى |
close icon