السيارات الذكية قريبة إلى أي مدى، متى سنستطيع اقتنائها بسهولة؟
تخيل أنك الآن في المستقبل وحل عليك النوم وأنت تقود سيارتك الذكية، حينها لن يكون لديك مانع أن تأخذ قيلولة لنصف ساعة أثناء عمل السيارة على الطرقات بشكل عادي، ولن تضطر إلى الذهاب إلى توكيل جراء حادثة تسببتها غفوة لدقيقة واحدة.
ليس كذلك، كما يقول جون كرافيسيك، المدير التنفيذي لمشروع سيارة جوجل ذاتية القيادة، عندما تحدّث في مؤتمر السيارات هذا العام، وقد تناول في حديثه بعض الآثار المترتبة على استخدام السيارات ذاتية القيادة، وهو يخص السيارات التي لا تحتاج لأي تدخّل من الإنسان منذ البداية وحتى النهاية.
من بين التداعيات التي تناولها أن التكنولوجيا هي القدرة على تزايد استخدام هذه السيارات فهناك العديد من السيارات التي تظل أسابيعاً بلا حركة أمام المنازل أو داخل المرآب، وهذا لن يحدث مستقبلاً، ويؤكد على أن السيارات الذكية ستكون ذات تكلفة كبيرة، لذا سنبحث عن طريقة لاستخدامها، وهذه الطرق قد تكون ماشاركة الركوب أو الشراء مع أحد المعارف، أو الاشتراك بأحد الخدمات مثل أوبر وكريم، أو استخدامها كمشروع تجاري تتكسّب منه وأنت في العمل أو حتى أثناء نومك.
لذا، يرى في حديثه أن متوسّط استخدام السيارات السنوي سيقفز من 100 ألف ميل إلى حوالي 150 ألف ميل سنوياً وسيكون ذلك من المميزات الإيجابية للتجار، وعلى مصنعي السيارات والمعدات الأصلية التفكير في دورة حياة هذا العمل الذي سيختلف عمّا هو عليه الآن.
وعلى النقيض، ستسبب السيارات الذكية في تقليل مبيعات السيارات العادية وفرص الإصلاح وتوفير خدمات السيارات، وتناول أيضاً طريقة التواصل بين السيارات وبعضها البعض وبين السيارات ومزودي الخدمات والمصنعين لها، وكيف سيكون الأمر لو أنه تم اختراق أو عطل بأنظمة الاتصال هذه، فكيف ستتصرف السيارات في مثل هذه الظروف؟
سيتطلب الأمر وجود شبكة اتصال كبنية تحتية لهذه السيارات بحيث تعمل بكفاءة ومن المرجح أن تستغرق عقوداً لبنائها بالطبع.