الذكاء الاصطناعي يحول كل شيء، بما في ذلك مجالات الرياضة واللياقة البدنية – مقابلة مع البروفيسور بول جريمشو

في كل المجالات التي تخطر بالبال اليوم، يلعب الذكاء الاصطناعي بمختلف أنواعه دوراً متعاظماً وسريع النمو. وفيما كان المجال حتى وقت قريب محصوراً بالقطاع البحثي فحسب، فقد بات مستخدماً في مختلف المجالات ودخل إلى العديد من التخصصات التي كانت تبدو حتى وقت قريب عصية على التطوير التقني. ولعل واحدة من أكثر استخدامات الذكاء الاصطناعي إثارة للاهتمام اليوم هي دخوله أكثر في مجال الرياضة والتأهيل البدني. فقد باتت هذه التقنية مستخدمة في كل شيء بداية من تحليل أداء الرياضيين والفرق، وحتى تخصيص التدريبات وتقديم رؤى لا غنى عنها حول تطوير الأداء والحماية من الإصابات وسواها.

للتعمق في هذا الموضوع، تسنت لنا الفرصة لمقابلة البروفيسور بول جريمشو، الأستاذ المشارك في كلية العلوم الصحية والحيوية في جامعة حمد بن خليفة في الدوحة، حيث أجابنا على أسئلة واستفسارات عديدة تتناول واقع ومستقبل التقنية في مجالات الرياضة والصحة المختلفة، وشاركنا رؤاه لما يمكن أن يؤول الأمر إليه مع تعميق دمج التقنية في المجال.

ما هو حجم التأثير الممكن للذكاء الاصطناعي من حيث تسهيل الوصول للتدريب الشخصي، وهل يمكن أن يسهل إنتاج رياضيين أفضل، وبالأخص في البلدان الأفقر؟

يمكن للذكاء الاصطناعي أن يسهم بقوة في تسهيل الوصول لممارسة الرياضة و«دمقرطتها». حيث باتت أجهزة الاستشعار القابلة للارتداء متوفرة على نطاق واسع، وتُزود منصات الذكاء الاصطناعي بالبيانات اللازمة للتعلم الآلي، مقدمة آلافاً من القياسات اللحظية في أجزاء من الثانية. وبينما في الماضي، كان الرياضيون، والمدربون، والعلماءـ والطواقم الطبية يقضون أياماً وأسابيع في جمع البيانات، ثم أياماً وأسابيع أخرى في تحليلها. فقد أصبحت هذه العملية تحدث بوتيرة أسرع بآلاف المرات اليوم، وبات بإمكان هؤلاء الأشخاص الحصول على معلومات آنية وتفسيرات فورية بلمسة واحدة فقط.

وعلى الرغم من التباينات في التكلفة والتعقيد، فقد أضحت هذه التقنية متاحة الآن لشريحة كبيرة من السكان في العديد من البلدان، وباتت تُلبي احتياجات الجميع في المجال الرياضي. وحتى أبسط أشكال التكنولوجيا القابلة للارتداء، مثل جهاز تتبع اللياقة البدنية الذي يُوضع في المعصم أو الخاتم الذكي توفر بيانات قيمة للغاية رغم أسعارها المتواضعة.

يعد الوصول الفوري إلى متغيرات من قبيل المعدل الأقصى والمتوسط ​لضربات القلب، وإيقاع الجري، وناتج الطاقة، والمسافة المقطوعة، وعدد مرات الاصطدام بالأرض أثناء الجري، أو حتى استهلاك السعرات الحرارية، أمراً شديد الأهمية، حيث تُساعد هذه البيانات الرياضي في تحسين أدائه أو متابعة التقدم الذي يحرزه. وبالإضافة إلى ذلك، يُعدّ تسجيل البيانات وتخزينها أمراً بالغ الأهمية، إذ يتيح للرياضيين مراجعة أدائهم وأنشطتهم السابقة واكتشاف الفروق. كما يتيح لهم التحسن ومعرفة الأوقات التي قد يحتاجون فيها إلى بعض التعافي، وهذا كله يتم تلقائياً ويتوفر عبر التطبيق المُرفق عادةً بالأجهزة القابلة للارتداء.

بالطبع، ليست جميع الأجهزة القابلة للارتداء متماثلة ومتساوية بالقيمة، ولا تقدم جميعها مستويات الدقة ذاتها. لذلك من المهم أن نكون على دراية بمدى صحة وموثوقية القياسات التي توفرها. وبالإضافة إلى ذلك، عادةً ما يكون هناك فائض زائد من البيانات، ومن ثم يجب أن تكون قادراً على قراءة ما هو قيّم وما قد لا يكون كذلك. ومن المهم أن نتذكر أنه يجب تحديد البيانات بعناية (ووصفها بدقة) وتصفيتها لتزويد الرياضي أو المدرب أو الشخص العادي بما هو مهم في أي تغييرات. وتتفوق بعض منصات الذكاء الاصطناعي في ذلك على غيرها؛ وبينما يوفر بعضها كميات هائلة من المعلومات الفورية، فربما يكون من الأفضل أن تقدم فقط تلك المتغيرات التي يمكن استخدامها فعلاً بدرجة من الدقة في إجراء أي تغييرات أو تحسينات. وهذا هو الجانب الذي لن يحل فيه الذكاء الاصطناعي محل القراءة البشرية للبيانات.

لذلك، أنا أعتقد أن فوائد الذكاء الاصطناعي لن تقتصر على مساعدته في الارتقاء بمستوى الرياضيين فحسب، بل ستشمل أيضاً مساعدة المزيد من الأشخاص على أن يصبحوا رياضيين، بالإضافة لتشجيع الكثيرين على ممارسة المزيد من التمارين الرياضية. إن عملية بسيطة مثل القدرة على معرفة عدد الخطوات التي تقطعها في اليوم هي حافز قوي للتمرين والحركة. ولكن كما قلت يجب استخدام هذه الأدوات بطريقة إيجابية وليس كمثبط للهمة. وعلى سبيل المثال، فإن مجرد كونك لا تمشي 10000 خطوة في اليوم لا يعني أن عليك التوقف عن ممارسة الرياضة، حيث إن أي شكل من أشكال التمارين الآمنة يعود بالفائدة على الممارس.

مع الوقت، ستصبح أجهزة التتبع الرياضي أقل تكلفة، وسيصبح الذكاء الاصطناعي أقدر على فحص البيانات وإنشاء الملفات الشخصية وتقديم التوقعات (وهو ما يفعله من خلال التعلم الآلي وتطبيق الخوارزميات الإحصائية لتحليل مجموعات كبيرة من البيانات بما يتيح العثور على الأنماط والاختلالات). وبالتالي، سوف يتسع سوق الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا القابلة للارتداء بالنسبة للرياضة والتمارين الرياضية بما يجعله متاحاً بشكل أوسع للدول الأشد فقراً.

في ظل ما هو متاح في عالم اليوم، كيف يمكن للأشخاص العاديين استغلال الذكاء الاصطناعي تحسين نتائجهم الرياضية؟

كما أوضحت جزئياً في جوابي على السؤال الأول، يُمكن للشخص العادي استخدام التكنولوجيا القابلة للارتداء والذكاء الاصطناعي لمتابعة النشاط الحركي اليومي. ويُمكن لأمور مثل تتبع الخطوات، ومعرفة معدل ضربات القلب، وضغط الدم، ودرجة حرارة الجلد، والمسافة المقطوعة خلال المشي أو الجري أن تساعد الشخص في متابعة حالته الصحية ونشاطه. وهذه الأجهزة القابلة للارتداء اليوم ليست مُزعجة، ويمكن ارتداؤها تقريباً دون الشعور بها. وتتميز البيانات التي تقدمها بأنها فورية، وكذلك الأمر مع الرؤى التي يوفرها الذكاء الاصطناعي عبر التطبيق. كما يُمكن لأجهزة التتبع الرياضية مراقبة النشاط على مدار أيام وأسابيع من الاستخدام، وتحديد أنماط واتجاهات النوم والتعافي أو التعب. وعلى سبيل المثال، تُعدّ القدرة على معرفة النشاط الذي قمت به في يوم شعرت فيه بالحيوية واللياقة البدنية حافزاً جيداً لمواصلة استخدام الجهاز ومواصلة ممارسة الرياضة. وحتى إذا كانت هناك أيامٌ لا تشعر فيها بالرغبة في ممارسة الرياضة أو في «حساب» خطواتك، فلا يزال بإمكانك رؤية فوائد ما فعلته.

في نهاية المطاف، فإن كل إنسان يود أن يشعر بالرضا عن نفسه، وهذه الأجهزة تُعدّ تقنية مثالية مُصممة خصيصاً لتحقيق تلك الغاية. فالتمارين والأنشطة البدنية تُحسّن صحة الشخص، بل وتُحسّن حالته النفسية. وينبغي أن يكون استخدام التكنولوجيا القابلة للارتداء والذكاء الاصطناعي للشخص العادي تدريجياً وأن يتم في نطاق حدود آمنة. وعلى سبيل المثال، من المهم فهم البيانات التي يتم توفيرها فهماً جيداً وإدراك مغزاها فيما يتعلق بالصحة والتمارين والرياضة. وهنا تبرز أهمية وجود خبير في التمارين الرياضية أو الرياضة كي يوضح للشخص المتغيرات الرئيسية المهمة ومعناها.

هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن يساعد الرياضيين فيما يخص التنبؤ بالإصابات والتعامل معها؟

يمكن للذكاء الاصطناعي مساعدة العاملين في مجال الرياضة، سواءً كانوا رياضيين أو مدربين أو علماء، على تقدير الإصابات أو التعرض للإرهاق. كما يمكن للأجهزة القابلة للارتداء ومنصات الذكاء الاصطناعي تصميم برامج تدريبية مخصصة للأفراد باستخدام نماذج محاكاة من سيناريوهات مختلفة، مثل فترات مختلفة من موسم التدريب أو أداء رياضي مختلف. وبهذه الطريقة، يمكنها تحديد فترات «الذروة» و«الانحدار» في أدائهم. ويمكن للذكاء الاصطناعي المساعدة في تطوير برامج تدريبية تكيفية لتصميم حصة تدريبية تلبي احتياجات الرياضي الفردية.

مواضيع مشابهة

على سبيل المثال، قد تتم زيادة تدريب السرعة في نقاط محددة بدلاً من تدريب القوة لأسباب مختلفة في برنامج الرياضي، وبناءً على تحليل سابق لأنماط القوة والضعف. ويمكن للذكاء الاصطناعي تشغيل نماذج محاكاة لتقدير النتائج استناداً إلى مجموعة من الظروف، مما يساعد في إعطاء البرنامج التدريبي نقطة تركيز مختلفة. وبالمثل، يمكنه تقدير أوقات حدوث الإصابة المحتملة. ويمكن للذكاء الاصطناعي المساعدة في إعادة التأهيل الفعال بعد الإصابة، حيث يتم تقييم الوقت الأمثل للعودة إلى التمرين بناء على معايير وأنماط محددة وقابلة للقياس تم استخلاصها من الأداء السابق والحالي. ويمكن للذكاء الاصطناعي المساعدة في تحليل البيانات، إذ تُولّد هذه الأجهزة القابلة للارتداء كميات هائلة من البيانات ومتغيرات متنوعة يتعين تفسيرها. ويجعل الذكاء الاصطناعي هذه العملية أكثر كفاءة وأقل عرضة للخطأ البشري. كما يُمكنه المساعدة في تحليل أداء المنافسين وتوفير بيانات حول أداء الأفراد أو الفرق الأخرى، والتي يُمكن مقارنتها بأداء هذا الرياضي. وتُعد هذه الميزة أساسية حينما يتعلق الأمر بمستوى النخبة. ولكن كما ذكرتُ سابقاً، فإن ذلك يجب أن يتم بالتعاون مع طبيب أو أخصائي رياضي محترف، لأن الذكاء الاصطناعي لن يعرف الرياضي شخصياً كما يفعل المهني المختص.

فيما يتعلق بتطوير معدات حماية أفضل، يُمكن للذكاء الاصطناعي أن يُساعد في ذلك أيضاً من خلال دمجه في المستشعرات الموجودة داخل المعدات. ومن الأمثلة على ذلك جهاز تقني قابل للارتداء داخل واقي الفم، حيث يُمكنه رصد عدد الصدمات الناتجة عن الاصطدام بلاعب آخر أو ملامسة الكرة. وعلى سبيل المثال، يُمكن لهذا أن يُساعد المدرب أو الطبيب على تقييم ما إذا كان اللاعب مُعرّضاً لخطر الارتجاج وعليه استبداله أو إخراجه من الملعب. وبالمثل، يُمكن للمستشعرات الموجودة في مقبض مضرب البيسبول رصد التسارع والاهتزازات، وفي حال كانت مفرطة، يُمكنها تقديم المشورة بشأن احتمالية إصابة المرفق والكتف. ولكن، مرة أخرى، فإن هذه الأمور تتطلب تفسيراً وقراراً من شخص بشري مُختص.

مع أن القدرات الرياضية الفردية مهمة للغاية في الرياضات، فالاستراتيجية والعمل الجماعي قد يكونان أهم حتى. فكيف يمكن للذكاء الاصطناعي المساعدة في هذا الخصوص؟

يمكن للأندية والفرق الرياضية الاستعانة بالذكاء الاصطناعي لمقارنة فريقها بالفرق الأخرى ذات الأداء الأعلى، إذا تمكنوا من الحصول على البيانات اللازمة. كما يمكن الاستعانة بالذكاء الاصطناعي في تحليل آلاف المباريات، سواء في الوقت الفعلي أو بعد انتهائها. ويمكن تحليل ديناميكيات اللعبة وأنماط اللاعبين والخطط التكتيكية للفريق ووضع التوقعات بناءً على ساعات وساعات من اللعب مصحوبة بنتائج مفصلة (الأهداف، والإصابات، والمسافات المقطوعة، والعقوبات، والتبديلات، وما إلى ذلك). ويمكن تصميم حصص تدريبية تعزز نقاط القوة والضعف الخاصة بالفريق. كما يمكن وضع استراتيجيات تمنح الفريق أفضيلة على الفرق الأخرى.

لقد كان تحليل ديناميكيات الفريق موجوداً منذ فترة طويلة ويتم مراقبة أمان البيانات وخصوصيتها والتحكم فيها بعناية من قبل هيئات مهنية مختصة. ويمكن للذكاء الاصطناعي، على سبيل المثال، أن يمنح لفريق ما نظرة متوقعة لاستراتيجية الخصم التالي الهجومية أو الدفاعية بالاعتماد على تحليل لقطات سابقة لهذا الفريق، والتي عادة ما تكون متاحة للجمهور.

لكن المسألة هنا تتعلق بالمساواة. هل تتمتع جميع الفرق بفرص متكافئة للوصول إلى أفضل أنظمة الذكاء الاصطناعي، أم أن أغنى الفرق، مثل نادي تشيلسي لكرة القدم في المملكة المتحدة أو فريق ريد بول للفورمولا 1، ستكون هي وحدها القادرة على تحمل تكاليف هذه النمذجة القدرات المتطورة؟ والمسألة الأخرى هي: هل ستنخفض التكلفة بحيث يتمكن الجميع من تحمل تكاليف الذكاء الاصطناعي، أم سيواصل الارتفاع في التكلفة ويزداد تعقيداً.

يقلق الكثيرون حيال استبدال الذكاء الاصطناعي للعامل البشري في المجال الرياضي، فما هو منظورك للأمر؟

شخصياً، لا أعتقد أن الذكاء الاصطناعي سيحل محل المدرب، أو العالم، أو الممارس الطبي المحترف. لا يمكن للذكاء الاصطناعي معرفة الرياضي فيما يمكن للشخص المسؤول عن الدعم البشري أن يعرف ذلك. ولن يعرف الذكاء الاصطناعي الحالة الوجدانية للرياضي في يوم ما أو كيف يشعر في وقت معين. هذا أمر لا يمكن إلا لبشرٍ أن يفسره عبر التواصل والنقاش. وبالإضافة إلى ذلك، بينما يمكن للذكاء الاصطناعي المساعدة في تحليل آلاف التجارب، والأنماط، والاختلالات، ومجموعات البيانات، فإنه لا يمكنه فهم قيمة هذه المتغيرات أو ما تعنيه هذه الأنماط لدى الأفراد. وهذا شيء مطلوب من قبل مدرب مختص. ويحتاج الرياضي، والمدرب، والطبيب، والعالم وحتى الشخص العادي إلى معرفة ما هو قيّم وما هو غير قيم بالنسبة لهم من خلال هذا الكم الهائل من تحليلات البيانات.

مؤخراً، بدأت العديد من الشركات باستخدام الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات ضمن عملية التحضير للمنافسات، فما هي التأثيرات التي تتوقعها لهذا التحول في العالم الرياضي؟

يمكن للذكاء الاصطناعي توفير تغذية راجعة فورية لكمية هائلة من البيانات التي تم جمعها. وكما ذكرتُ سابقاً، يمكن دمجه أيضاً مع تقنية التعرف على الصور. وبالتالي، تصبح كميات هائلة من البيانات في متناول المذيع والمشاهد خلال المباراة أو الأداء. إذا تم توفير هذه البيانات بعناية، ودون الإغراق بفرط من المعلومات، فيمكن أن تصبح العملية مُسلية للغاية وتبعث على التعلق بها. ويمكن إعادة تشغيل السيناريوهات باستخدام الذكاء الاصطناعي لتفسير المواقف والتوقعات بالنتائج. كما يمكن دمج الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا القابلة للارتداء مع أجهزة الواقع الافتراضي وأجهزة الواقع المعزَّز. وهنا، يمكن للذكاء الاصطناعي إنتاج نموذج حاسوبي لموقف يُمكن مشاهدته مراراً وتكراراً ومقارنته بأداءات أخرى. ويُلاحظ هذا غالباً في كرة القدم عند تطبيق قاعدة التسلل، حيث يُساعد المعلق والمشاهد على رؤية ما يصعب رؤيته إلا إذا كنت على أرض الملعب، مثل الحكم ومساعديه.

إذا لم يُستخدم الذكاء الاصطناعي لاتخاذ القرارات التي تقع على عاتق مسؤولي هذه الأحداث الرياضية، فسيُعزز ذلك من مستوى الترفيه بشكل كبير. ومن الأمثلة على ذلك كرة القدم، والجولف، والتنس، وكرة السلة، والفورمولا 1، والكريكيت.

من ناحية أخرى، يستخدم العديد من الرياضيين المحترفين الذكاء الاصطناعي في التحضير للأداء منذ الآن. ويمكن للذكاء الاصطناعي أن يساعد في تحقيق «مكاسب طفيفة» يمكنها أن تكون هي الفرق الذي يصنع الفوز بميدالية أولمبية ذهبية أو عدم الفوز. ولذلك، أود أن أقول إن الذكاء الاصطناعي أصبح لا غنى عنه ويُستخدم في العديد من الرياضات المختلفة للأفراد والفرق. وعلى سبيل المثال، يستخدم لاعبو الجولف المحترفون أجهزة استشعار قابلة للارتداء ويعتمدون على الذكاء الاصطناعي لدراسة فروق الأداء الضئيلة للغاية، والتي يصعب ملاحظتها بدون هذه الأجهزة. ويسعى الرياضيون في هذا المستوى إلى تحقيق النجاح ويبذلون قصارى جهدهم لتحقيقه. وفي الجولف، تُعد القدرة على رؤية سرعة رأس المضرب عند الاصطدام، أو زاوية رأس المضرب بالنسبة للكرة، أو ميل المنطقة الخضراء، أو المسافة الدقيقة للعقبات عوامل مهمة للنجاح والفوز على أعلى مستوى. وبالمثل، يمكن للرياضيين في هذا المستوى أيضاً مقارنة الأداء بأداءات الفوز السابقة، لتحقيق مكاسب طفيفة تُحدث فرقاً.

أخيراً، أود أن أضيف تعليقاً حول الأخلاقيات والخصوصية. حيث هناك إشكاليات أخلاقية وخصوصية تتعلق بمراقبة وتخزين البيانات الفيزيولوجية والبيوميكانيكية للمشاركين بشكل مستمر. وتُعد لوائح حماية البيانات الصارمة ضرورية لضمان الشفافية في استخدام البيانات، ولا أرى أنها مطبقة بدقة أو موثوقية حالياً. جميعنا اليوم نشتري ونستخدم الأجهزة القابلة للارتداء، وجميعنا يقرأ ويضغط سريعاً بالموافقة على شروطها وأحكامها، ولكن هل نعرف حقاً ما يحدث لبياناتنا ومن يستخدمها؟ لست أعتقد ذلك. هذا أمرٌ يتعين تنظيمه، وخصوصاً في ظل التطور الذي يشهده الذكاء الاصطناعي والتقنيات الأخرى بشكل مستمر.

شارك المحتوى |
close icon