الذكاء الاصطناعي في الوكالات الإبداعية – وكالة UBlac مثالاً
شهدت الآونة الأخيرة تزايداً مطرداً لاستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي في مختلف المجالات والأعمال، وكان مجال الوكالات الإبداعية واحداً من المجالات الأكثر تأثراً بالموجة التقنية الجديدة. ولا ريب أن لهذا الإقبال المتزايد أسباباً وجيهة تسوّغه؛ إذ تساعد أدوات الذكاء الاصطناعي الشركات المختلفة على تبسيط وتنظيم عملياتها وأتمتة المهام الروتينية، وبالنتيجة، توفير الوقت والموارد. وفي حالة الوكالات الإبداعية، يفيد استخدام الذكاء الاصطناعي في إعادة توزيع وقت الموظفين ليتركز على المهام الإبداعية الأكثر أهمية، فيما تتولى أتمتة العمليات النواحي المعتادة للأعمال اليومية.
للنظر أقرب إلى تأثير الذكاء الاصطناعي على المجال، وكيف تستفيد الوكالات الإبداعية من أدوات الذكاء الاصطناعي عموماً، وأدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي خصوصاً، تحدثنا مع السيد سعد صديق، وهو المؤسس والرئيس التنفيذي لوكالة UBlac الإبداعية التي تتخذ من العاصمة الأردنية، عمّان، مقراً لها. وبالنظر إلى حجم الشركة وتصنيفها ضمن فئة الشركات الصغيرة والمتوسطة، فقد عملت وكالة UBlac بسرعة على تبني تقنيات الذكاء الاصطناعي في عملها لتحسين كفاءتها وقدرتها على تلبية حاجات عملائها.
يقول السيد صديق: «في وكالة UBlac، نسعى دوماً وراء التقنيات الحديثة التي تعزز أداءنا على نحو أكثر كفاءة ونجاعة، لذا لفت الصعود السريع لأدوات الذكاء الاصطناعي انتباهنا وسرعان ما وجدنا الفرصة لاستخدام هذه الأدوات في تبسيط وتنظيم أعمالنا من جهة، وأتمتة بعض المهام الروتينية التي كانت تسرق وقتاً قيماً جداً من أعمالنا الأهم والأكثر إلحاحاً».
وفق السيد صديق، كانت أدوات الذكاء الاصطناعي ذات نتائج مفيدة جداً في مجال تعديل الصور والفيديو، وهو جزء هام من أعمال الوكالة ومهامها المعتادة التي كانت تحتاج لوقت طويل لإنجازها. إذ يقول صديق: «لطالما قضينا ساعات طوال ونحن نعمل على صورة واحدة أو فيديو واحد لتصحيح الألوان فيها، ولإزالة الأجسام والشوائب منها. بيد أننا نستخدم الآن أدوات الذكاء الاصطناعي، فأصبحنا ننجز أعمالنا خلال وقت يسير، مما يزيد إنتاجيتنا ويتيح لنا تنفيذ عدد أكبر من المشاريع».
لا تقتصر فوائد أدوات الذكاء الاصطناعي على الأمور السابقة، إذ ذكر السيد صديق أن وكالته تعتمد كذلك على برنامج مدعوم بالذكاء الاصطناعي للتعرف على الأصوات وتمييزها، وهي إلى ذلك تستفيد منه في تدوين مجريات المقابلات والاجتماعات، مما يوفر وقتاً طويلاً ويجعل عملية التدوين أدق وأنجع. كما تستخدم وكالة UBlac أدوات الذكاء الاصطناعي في إدارة حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي، فهي تستفيد من برنامج مدعوم بالذكاء الاصطناعي في جدولة منشوراتها وتحليل أدائها، مما أتاح لهم فرصة بلوغ أعداد أكبر من المستخدمين، وساهم في تحسين معدلات تفاعل المستخدمين مع تلك المنشورات.
تقول الآنسة دانيا دباغ، مديرة التسويق في UBlac: «في الماضي، لطالما كان توليد التقارير وتحليل البيانات أموراً مستهلكة للوقت والجهد. لكن استخدام الذكاء الاصطناعي يبسط مسار العمل ويسهل أتمتة المهام اليدوية. كما كان تأثير الذكاء الاصطناعي على تجربتي في مجال التسويق الرقمي ذا أثر هائل، فقد أحدثت هذه التقنية ثورة في نواحي عدة من عملي، فالأمر أشبه بتوظيف مساعد يحرص على نجاح كل حملة».
كما تضيف السيدة جمانا طلال، رئيسة قسم التصميم في الشركة: «كمصممة جرافيك، أنا أرى أن استخدام الذكاء الاصطناعي قد أحدث ثورة حقيقية في مجال تصميم الجرافيك. فمن خلال تقنيات الذكاء الاصطناعي، استطاع المصممون تحقيق تقدم هائل في إنتاج الأعمال الإبداعية وتعزيز إمكانياتهم بشكل كبير».
بالنظر إلى أن العديد من أدوات الذكاء الاصطناعي الأوسع انتشاراً اليوم لم تظهر حتى عام أو اثنين ماضيين فقط، فقد كان تبني هذه الأدوات من قبل الشركات أسرع بكثير من التقنيات الماضية. لكن وبينما قد يرى البعض هذه الأدوات كمصدر للتهديد، تستفيد الشركات الأصغر والأكثر مرونة باتخاذ القرارات من قدرتها على التكيف واستخدام الأدوات الجديدة بالطريقة التي تحقق لها الفائدة الأكبر من حيث الإنتاجية والجودة.