إيقاف أكثر من 100 طائرة حتى الآن بسبب اكتشاف استخدامها لأجزاء وهمية من شركة بموظفين وهميين
⬤ اضطرت بعض كبرى شركات الطيران إلى إيقاف حوالي 100 طائرة بسبب استخدامها أجزاء مزيفة.
⬤ أتت الأجزاء مع شهادات مصدر مزيفة، وبيعت من شركة بريطانية وهمية لا تمتلك موظفين حتى.
⬤ موقع الشركة الإلكتروني وحسابات موظفيها على LinkedIn وهمية، وحتى عنوانها ليس سوى صندوق بريد.
يواجه قطاع الطيران حالياً فضيحة كبيرة أدّت إلى إيقاف حوالي 100 طائرة تابعة لبعض من أكبر شركات الطيران في العالم. حيث وقعت هذه الطائرات ضحية شركة مشبوهة تسمى AOG Technics تبيع وتوزع قطع غيار مزيفة للطائرات، وموظفوها وهميون، وعنوانها ليس أكثر من صندوق بريد.
أفصحت العديد من شركات الطيران منها الخطوط الجوية الأمريكية، وخطوط ساوث ويست الجوية، وخطوط فيرجن أستراليا عن عثورها قطع في طائراتها مشتراة من شركة AOG Technics البريطانية المتهمة بتزوير الوثائق وشحن قطع الغيار المشبوهة إلى ورش صيانة شركات الطيران حول العالم. كما تسعى الجهات التنظيمية وشركات الطيران وموردو قطع الغيار في جميع أنحاء العالم إلى تعقب القطع المزيفة المحتملة حول العالم.
تعد الشركات مثل AOG Technics شركات وسيطة تقوم بتوريد قطع الغيار لشركات مستقلة تتعاقد معها شركات الطيران لتصليح طائراتها. ويبدو أن قطع الغيار التي توزعها هذا الشركة تم استخدامها لتصليح المحركات النفاثة من تصنيع شركة CFM International والمتواجدة في النماذج القديمة لمحركات طائرات Airbus وبوينج. لذا رفعت شركة CFM دعوى ضد شركة AOG Technics في المحكمة العليا في لندن للوصول إلى الوثائق التي من شأنها أن توضح مدى احتيالها.
ففي قطاع الطيران، تكون قطع الغيار مصحوبة بوثائق باستمرار. حيث يتم تتبع كل جزء من الطائرة بعناية للتأكد من مصدره وجودته، فيمكن لعيب صغير في جزء واحد من الطائرة أن يقود لعواقب كبرى تصل حتى تحطمها. لذلك، سيسمح الحصول على الوثائق لشركة CFM بأن تتبع جميع قطع المزيفة، إذ تعتقد الشركة أن AOG Technics ربما باعت آلاف قطع الغيار بوثائق مزورة حتى الآن.
وفقاً لوكالة رويترز، علمت شركة CFM بهذه المشكلة في شهر يونيو الماضي عندما نبهتها ورشة صيانة برتغالية عن وجود وثائق مزورة تحمل اسمها. وبحلول شهر أغسطس، أصدرت هيئة الطيران المدني في المملكة المتحدة إشعاراً أعلنت فيه أنها “تحقق في توريد عدد كبير من قطع الغيار المشبوهة وغير المعتمدة” والتي توردها شركة AOG Technics. ثم حثّت شركات الطيران وورش الصيانة التي اشترت أي قطع غيار من AOG Technics على التحقق من صحة مصدرها.
وتبعت الهيئة البريطانية وكالة سلامة الطيران الأوروبية (EASA) التي أكّدت أن الشركات المصنعة المذكورة في شهادات إصدار قطع غيار شركة AOG Technics تقول إن هذه الشهادات لم تنشأ منها، مما يدل على تزوير AOG Technics لتلك الشهادات. والأسبوع الماضي، قالت الوكالة إنه لم يتم الإبلاغ عن أي مشاكل نجمت عن قطع الغيار غير المعتمدة. وفي 21 سبتمبر، حذّرت إدارة الطيران الفيدرالية (FAA) الأمريكية من مخطط الأجزاء المزيفة لشركة AOG Technics.
وفقاً للسجلات العامة في المملكة المتحدة، تأسست شركة AOG Technics في عام 2015 على يد خوسيه أليخاندرو زامورا يرالا. وبالنظر إلى حسابات “الموظفين التنفيذيين” للشركة على LinkedIn، يبدو أن العديد منها وهمية وتذكر وظائف سابقة لم يتمكن أي من أصحاب عملها المزعومين تأكيدها. والعديد من الملفات التي يكتبها يرالا مليئة بالأخطاء المطبعية، بما في ذلك العناوين التنفيذية التي بها أخطاء إملائية والكلمات المكتوبة بشكل غريب.
ووفقاً لموقع بلومبرج، ينص عنوان AOG Technics على أنها في لندن في مبنى North Nova الضخم والقريب من قصر باكنغهام. ولكن على ما يبدو، لقد استأجرت شركة AOG Technics عنواناً “افتراضياً” من مساحة العمل المشتركة The Argyll Club داخل ذلك المبنى مقابل 100 دولار شهرياً فقط. وأيضاً عند البحث عن الشركة بواسطة بحث جوجل، يصنفها البحث على أنها “مغلقة نهائياً”، ولم يعد موقع شركة AOG Technics الإلكتروني ولا حسابات الموظفين على LinkedIn نشطين الآن.
ألقى روبرت مان، رئيس شركة R.W. Mann and Company لاستشارات صناعة الطيران، بعضاً من اللوم على عملاء AOG Technics قائلاً: “من المثير للقلق أن الخدعة قد انطلت على هؤلاء العملاء المتمرسين والذي ينبغي أنهم قادرين على التأكد من صحة المورد، فهذا قد يعرض سلامة المسافرين والموظفين والطائرات للخطر.”
وتأتي فضيحة الأجزاء هذه كأحدث حلقة في سلسلة من الصعوبات التي تواجهها صناعة الطيران حالياً. فلقد شهد الصيفان الماضيان تأخيرات وإلغاءات مستمرة لرحلات الطيران بعد انتعاش السفر بقوة عقب فك الإغلاقات نتيجة جائحة كوفيد-19. كما خاضت كل من شركة أمريكان إيرلاينز ويونايتد عمليات تفاوض مع نقابة الطيارين بعد تهديدهم بالإضراب. ويبدو الآن أن التأخيرات ستتفاقم بسرعة مع هذه المشكلة الأخيرة.