إحدى أكبر شركات الذكاء الاصطناعي: رجاءً لا تستخدم الذكاء الاصطناعي في التقدم للوظائف
![](https://cdn.menatech.net/wp-content/uploads/2025/02/anth-w-750x430.jpg)
⬤ تحظر شركة Anthropic على المتقدمين لوظائفها استخدام الذكاء الاصطناعي في طلباتهم رغم تخصصها في المجال.
⬤ تعكس هذه السياسة توجهاً أوسع بين الشركات، إذ يبدي 80% من مدراء التوظيف رفضهم طلبات الذكاء الاصطناعي.
⬤ يستخدم 57% من الباحثين عن عمل أدوات الذكاء الاصطناعي، مع سعي الشركات للكفاءات ذوي المهارات الشخصية.
برغم ريادتها في ابتكارات الذكاء الاصطناعي، يبدو أن Anthropic لا ترغب في أن يستخدم المتقدمون لوظائفها هذه التقنية، والتي وصلت من خلالها إلى نحو 60 مليار دولار أمريكي في القيمة السوقية.
مؤخراً، تطرقت تقارير صحفية إلى الشروط المندرجة تحت «سياسة الذكاء الاصطناعي» في إعلانات الوظائف من Anthropic، والتي يتعين على أي متقدم لوظيفة في الشركة الالتزام بها لدى الإجابة عن سؤال «لماذا ترغب في العمل لدينا؟» ضمن استمارة التقديم، بالإضافة إلى تقديم خطاب تعريفي.
بالتفصيل، جاء في نص السياسة الرسمية: «بينما نشجع الموظفين على استخدام أنظمة الذكاء الاصطناعي خلال عملهم لمساعدتهم على الإنجاز بسرعة وفعالية أكبر، نرجو عدم استخدام المساعدات القائمة على الذكاء الاصطناعي أثناء عملية التقديم.» وتضيف أيضاً: «نرغب في معرفة اهتمامكم الشخصي بشركة Anthropic دون توسط من أنظمة الذكاء الاصطناعي، كما نريد تقييم مهاراتكم في التواصل بمعزل عن الذكاء الاصطناعي.»
ينطبق الشرط المذكور على جميع الوظائف المتاحة، بما في ذلك محللو الشؤون التشريعية، ومدراء الحسابات، ومسؤولو الشؤون الخارجية. ما يضع Anthropic موضع انتقاد بشبهة التناقض مع جوهرها ومكانتها كواحدة من الشركات الرائدة في تطوير الذكاء الاصطناعي.
في الواقع، ليست Anthropic الشركة الوحيدة التي تتبع ممارسات ثني المتقدمين للوظائف عن استخدام الذكاء الاصطناعي، وإن كانت الأكثر تناقضاً مع نفسها، إذ تتماشى دوافع هذه السياسة مع مواقف العديد من الشركات الأخرى، في خضم سباق تسلح تقني يعيد تشكيل عملية التوظيف، ويخلق توتراً متزايداً بين المتقدمين وأصحاب العمل حول كيفية الاستفادة من التقنية.
وفقاً لبيانات صادرة عن CV Genius لعام 2024، فإن حوالي 80% من مدراء التوظيف لا يحبذون رؤية السير الذاتية أو خطابات التقديم المنشأة بواسطة الذكاء الاصطناعي. كما ويثق 74% منهم في قدرتهم على اكتشاف هذا النوع من المحتوى، والذي سيكون له تأثير سلبي بارز على فرص المتقدمين، من وجهة نظر أكثر من نصف مدراء التوظيف.
لكن واقع الحال يقول بأن الذكاء الاصطناعي أصبح جزءاً لا يتجزأ من الحياة الشخصية والمهنية للناس. وقد أظهرت بيانات Neurosight لعام 2024 أن نحو 57% من المتقدمين للوظائف استخدموا ChatGPT في طلباتهم.
فضلاً عن ذلك، أفاد 70% من الموظفين بأن مؤسساتهم قدمت تدريباً على الاستخدام الصحيح للذكاء الاصطناعي التوليدي، وهي ممارسة يؤيدها نحو 90% من المدراء ذلك، وفقاً لدراسة حديثة أجرتها Accenture. ومع مواصلة الشركات تشجيع موظفيها على تطوير مهاراتهم الرقمية واستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي لتعزيز الإنتاجية، يزداد بحث المؤسسات عن المهارات البشرية المتأصلة التي تفتقر إليها تلك التقنية الناشئة، مثل التواصل الفعال، وسرد القصص، والذكاء العاطفي، وهو ما ينعكس في سياسة Anthropic القائمة.
خلق الذكاء الاصطناعي مفارقة جلية في مشهد التوظيف، فمن جهة، يسعى مسؤولو التوظيف لاقتناص المهارات والمواهب مضطرين للتعامل مع آلاف الطلبات لشغل وظيفة واحدة، ومن جهة أخرى، يحتاج الباحثون عن عمل إلى تقديم مئات الطلبات للحصول على فرصة فعلية. وفي تلك العملية المتنامية في الحجم والتعقيد، سيظل الذكاء الاصطناعي جزءاً ومحركاً أساسياً.