أكبر شركة بطاريات سيارات في العالم تعد ببطارية تقدم مدى 500 كيلومتر بعد الشحن 5 دقائق

⬤ كشفت CATL عن بطارية Shenxing التي توفر مدى 520 كيلومتراً بعد شحن مدته خمس دقائق فقط.
⬤ الشركة هي الأكبر عالمياً في تصنيع البطاريات، وتقدم البطاريات لكبرى شركات السيارات العالمية بما فيها تسلا.
⬤ أكدت CATL ريادتها في السوق العالمي بحصة 38% وكشفت تقنيات تتيح مدى يصل إلى 1500 كيلومتر.
في استعراض لافت لقوتها التكنولوجية، كشفت شركة Contemporary Amperex Technology، أو كما تُعرف اختصاراً، CATL، الرائدة عالمياً في مجال بطاريات السيارات الكهربائية، عن ابتكارات جديدة تهدف إلى تسريع وتيرة التحول إلى المركبات الكهربائية وتعزيز موقعها المهيمن في السوق.
خلال فعالية Tech Day التي أقيمت في مدينة شنغهاي داخل مستودع خضع لعملية تحويل، وحضرها المئات من المتخصصين والمراقبين في القطاع، أعلنت الشركة عن جيل مطور من البطاريات قادر على توفير مدى غير مسبوق وخلال دقائق معدودة، إلى جانب إحراز تقدم كبير في تقنيتها المعتمدة على الصوديوم.
كان نجم العرض بطارية Shenxing الجديدة، والتي أعلنت الشركة أنها قادرة على منح مدى يصل إلى 520 كيلومتراً بعد شحن لمدة خمس دقائق فقط، وهو ما يمثل تحدياً مباشراً لشركة BYD، التي كانت قد أعلنت مؤخراً عن بطاريتها القادرة على توفير مدى يبلغ 400 كيلومتر في نفس المدة. وعلى سبيل المقارنة، توفر محطات الشحن Supercharger من Tesla عادة مدى يبلغ 322 كيلومتر تقريباً بعد 15 دقيقة من الشحن.
تمتاز البطارية المطورة بقدرتها على الشحن من 5% إلى 80% خلال 15 دقيقة فقط، حتى في درجات حرارة منخفضة تصل إلى 10 درجات مئوية تحت الصفر. ويصل مداها الكامل إلى أكثر من 800 كيلومتر. وفي حين لم تدخل مرحلة الإنتاج الكمي بعد، بسبب الحاجة إلى بنية تحتية فائقة السرعة للشحن، أكدت CATL أنها تجري حالياً محادثات مع شركات تصنيع السيارات لاعتمادها، سعياً لجعلها معياراً جديداً للمركبات الكهربائية، وفقاً لغاو هوان، الرئيس التنفيذي للتقنية في CATL، والذي أشار أيضاً إلى بطارية Shenxing ستُستخدم في أكثر من 67 طرازاً من السيارات الكهربائية هذا العام.

بما يتجاوز تقنية الليثيوم، سلطت الشركة الضوء على بطارية Naxtra المعتمدة على الصوديوم، والتي باتت جاهزة تجارياً. وقدمت CATL هذه البطارية كخيار أكثر أماناً وأقل تكلفة، نظراً لتوفر عنصر الصوديوم على نطاق أوسع مقارنة بالليثيوم. وأكد مسؤولو الشركة أن البطارية أظهرت ثباتاً عالياً في الأداء تحت ظروف قاسية، إذ لم تسجل أي تراجع في الطاقة حتى بعد تعرضها لدرجات حرارة بلغت 40 درجة مئوية تحت الصفر، كما اجتازت اختبارات مقاومة الحريق.
تقدر CATL أن بوسع بطارية Naxtra أن توفر مدى يصل إلى 500 كيلومتر للمركبات الكهربائية الخالصة، ونحو 200 كيلومتر للهجينة، مع توقع بدء الإنتاج الكمي بحلول نهاية العام الجاري. ويرى مسؤولو الشركة أن هذه التقنية قد تنافس مستقبلاً بطاريات الليثيوم فوسفات الحديد (LFP)، وربما تستحوذ على نصف حصتها السوقية.
تستحوذ CATL حالياً على نحو 38% من سوق بطاريات السيارات الكهربائية عالمياً، وفقاً لبيانات حديثة صادرة عن SNE Research، متقدمة على BYD التي تبلغ حصتها نحو 17%. كما أظهرت البيانات المقدمة ضمن طلب إدراجها في بورصة هونغ كونغ، أن بطاريات CATL زودت ما يقارب سيارة واحدة من كل ثلاث سيارات كهربائية على مستوى العالم، بإجمالي نحو 17 مليون سيارة حتى نهاية العام الماضي.
خلال الحدث، كشفت الشركة أيضاً عن أنظمة بطارية مزدوجة الطاقة قادرة على تحقيق مدى يصل إلى 1500 كيلومتر، من خلال دمج خلية أساسية بوحدة مساعدة. وضمن استعراض الرؤية المستقبلية للشركة، ظهر مؤسسها ورئيس مجلس إدارتها، الملياردير روبين زينغ، لفترة وجيزة، معلناً أن فعالية Tech Day ستُقام سنوياً، ومؤكداً التزام CATL بأن تكون «رائدة في منظومة الطاقة النظيفة،» مع التوسع إلى مجالات تتجاوز صناعة البطاريات لتشمل تقنيات مثل الطائرات الكهربائية ذات الإقلاع العمودي (eVTOL).

رغم هذا الزخم الابتكاري، لا تزال التحديات السوقية حاضرة. فقد أقرت أويانغ تشويينغ، الرئيسة المشاركة لقسم البحث والتطوير في الشركة، بوجود ما وصفته «بسباق متهور» في خفض أسعار البطاريات، لكنها شددت في المقابل على ضرورة توجيه المنافسة نحو تطوير المنتجات. وقالت: «نأمل أن تكون المعايير الوطنية صارمة بما يكفي للتخلص من المنتجات الرديئة.»
على الصعيد المالي، أعلنت CATL عن ارتفاع أرباحها الصافية في الربع الأول بنسبة 33%، لتصل إلى 14 مليار يوان (نحو 1.9 مليار دولار أمريكي)، على الرغم من أن الإيرادات جاءت أقل بقليل من التوقعات. كما قللت الشركة من أثر الرسوم الجمركية الأمريكية، مشيرة إلى أن وجودها في السوق الأمريكية محدود، وأن لديها خططاً بديلة تم التفاوض بشأنها مع العملاء.
مع تسارع الثورة في قطاع السيارات الكهربائية، تؤكد الإنجازات الجديدة لشركة CATL التزام شركات تصنيع السيارات الثابت بإزالة مخاوف المدى وتخفيض التكاليف، خاصة في الصين، وسط تنافس محتدم في أحد أكثر قطاعات الطاقة النظيفة حيوية في العالم.