أسهم شركة “آبل” بدأت تفقد بريقها
بدأت تظهر حالة من التعثر والتراجع على الارتفاع الكبير الحاصل في سعر الأسهم الخاصة بشركة "آبل" الأميركية العملاقة، والذي جعلها واحدة من أكبر الشركات العالمية من حيث القيمة، وهو ما جاء ليهدد بجر جزء كبير من السوق معها إلى الأسفل.
هذا وقد انخفضت أسهم آبل بنسبة 4.1 % يوم أمس الاثنين، ليتواصل تراجعها لخامس يوم على التوالي وتنشب مشاعر قلق بشأن ما إن كانت الشركة المصنعة لأجهزة آي باد وآي فون من الممكن أن تتجه صوب انحدار أكبر أم لا. وانخفضت قيمة أسهم الشركة الآن بنسبة 9.9 % بعد أن بلغت ذروتها خلال النهار بقيمة قدرها 644 دولار في العاشر من نيسان/ أبريل الجاري، وتراجعت أسهم الشركة يوم أمس بقيمة 25.10 دولار لتصل إلى 580.13 دولار في تمام الساعة الرابعة مساءً.
وفي هذا الصدد، أشارت اليوم صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية إلى أن التراجع الذي طرأ على أسهم الشركة طوال الأيام الخمسة الماضية قد تسبب في إزالة أكثر من 50 مليار دولار من قيمة شركة آبل السوقية. وهو المبلغ الذي يزيد عن كامل رأس المال السوقي لشركة هيوليت باكارد الذي يقدر بحوالي 48 مليار دولار.
ونقلت الصحيفة في هذا السياق عن فيل أورلاندو، كبير خبراء الأسهم الاستراتيجيين لدى شركة المستثمرون الاتحاديون، التي يوجد مقرها في نيويورك وتدير مبلغاً يقدر بـ 370 مليار دولار، قوله :" يتبين لنا من خلال ذلك كيف يمكن أن تكون الأحوال حين تتعثر شركات من أمثال آبل، وهو ما يتعين علينا بالتأكيد الانتباه إليه".
وتابعت الصحيفة بلفتها إلى أن هذا التراجع قد جاء ليميط النقاب عن مدى تأثير وضخامة أسهم شركة آبل، منوهةً إلى ارتفاعها نسبة 43 % هذا العام، لتقود قيمة الشركة السوقة لفترة وجيزة إلى ما يزيد عن 600 مليار دولار خلال الأسبوع الماضي. وعقب تراجع يوم أمس، تراجعت قيمة الشركة السوقية إلى حوالي 541 مليار دولار.
هذا وقد سارع العديد من التجار والمحللين لتحديد أسباب التراجع المفاجئ الذي تعرضت له أسهم شركة آبل، بالنظر إلى الوضعية الإيجابية نسبياً بأماكن أخرى في سوق الأسهم. وبدأ يروج البعض في هذا الصدد إلى تلك الشائعات التي تتحدث عن اعتزام الشركة إطلاق جهاز آي باد رخيص، بينما ذهب آخرون إلى القول إن الأسهم ارتفعت بشكل حاد للغاية وأن ذلك ربما كان السبب وراء موجة التراجع الأخيرة.
وأعقبت الصحيفة بقولها إن الانحدار، الذي تسارع يوم أمس، قد تسبب في إشعال نقاش واسع النطاق بشأن ما إن كانت آبل في بداية ما قد يكون تراجعاً أكبر في النطاق. وأضافت الصحيفة أن الخسائر باتت ملحوظة خلال الآونة الأخيرة بشكل لافت للنظر، نظراً لارتفاع معظم الأسهم الأخرى. حيث ارتفع يوم أمس 24 سهماً من الـ 30 سهماً المدرجة بمؤشر داو جونز.
وقال هنا مايكل فار، رئيس إحدى الشركات المتخصصة في إدارة المحافظ :" بدأ يتساءل كثيرون بصورة شرعية عن شركة آبل. فبينما تعتبر شركة جيدة للغاية، إلا أنها لم تشهد العديد من عمليات الانسحاب".
وقد رفض ستيف داولينغ، ناطق باسم الشركة، أن يعلق على خطوة سعر الأسهم. وتنبأ مؤخراً اثنان من المحللين على الأقل بأن يبلغ سهم آبل ألف دولار، وأشار آخرون إلى أن قيمتها السوقية من الممكن أن تصل إلى تريليون دولار في غضون سنوات قليلة.
وحذر يوم أمس جين مونستر، المحلل لدى شركة بايبر جافراي، في دراسة بحثية، من أن مبيعات آبل لأجهزة ماك خلال الربع المنتهي في آذار/ مارس الماضي قد تخطيء توقعات المحللين، التي من الممكن أن تلقي بظلالها بشكل أكبر على الأسهم. وبالرغم من ذلك، فقد أكد مونستر أن مبيعات آي فون وآي باد القوية من المحتمل أن تطغى على أي نقاط ضعف قد يشهد القطاع الخاص بمبيعات أجهزة ماك.